للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أداء الشهادة إذا كانت تغضب الوالدين]

المجيب جماز عبد الرحمن الجماز

مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بشقراء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين

التاريخ ٢٩/٣/١٤٢٥هـ

السؤال

طلبني شخص للشهادة معه، ولكن هذا الشخص على خلاف مع أهلي، المهم سمع أهلي بهذا الموضوع، فخيروني بين البقاء معهم في البيت أنا وزوجتي وأولادي أو الخروج إن شهدت مع الشخص المقصود، ولقد ذهبت إلى المعني لأخذ منه شهادتي، ولكنه لم يوافق بالرغم من أني شرحت له الموقف وأنه سيسبب لي مقاطعة الأهل والتي تجر إلى عقوق الوالدين، فماذا أعمل؟ أنا في حيرة من أمري ولا أريد أن أخسر أبى وأمي بالذات، مع العلم بأن أبي من النوع الصعب والذي لا يتراجع في كلامه.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فإن كانت الشهادة لصاحبك يترتب عليها إحقاقاً لحق أو إبطالاً لباطل، فواجب عليك إبقاء شهادتك - إذا لم يقم غيرك بالواجب-؛ لأنه هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ قال تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان ... " [المائدة:٢] ، وقال تعالى: "ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثم قلبه ... " [البقرة:٢٨٣] ، وغضب والديك عليك، بسبب تلك المشكلة، لا يضيرك، وليس عقوقاً لهما، وفي حديث علي - رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "لا طاعة في معصية الله، إنما الطاعة في المعروف" خرجه مسلم (١٨٤٠) ، ولو أنهم أخرجوك من البيت، فأخرج وابدأ حياة جديدة، كلها طاعة وإيمان، وعش عيشة هنيئة، مليئة بالصالحات، فقد وعدك الله بالجنات، وفر بدينك خشية أن يدنس، وحافظ على استقامتك خشية أن تخدش، ومتى لم تجد المال للسكنى استقلالاً، وليس لك إلا بيت أبيك، كما لو تعذر بيت لأخيك أو أختك، أو ... أو.. تسكن معهم، مع كونه بيتاً أفضل من بيت أبيك أو مثله من حيث الديانة والاستقامة، وخلوه من المنكرات، فحافظ على رأس مالك، واقعد عند أهلك، واترك الشهادة اضطراراً، وعالج مشكلة والديك حيث أصرا على إرغامك لارتكاب المنكر، ولم يجعلا لك الخيار، وفق الآتي:

١- الزم خدمتهما، وقم على شؤونهما، وعاملهما برفق، ولا تكدر خاطرهما.

٢- لا تتردد في التضحية لأجلهما بمالك أو نفسك أو ولدك.

٣- اهتم دائماً بمحادثتهما في الأمور الشرعية، وعلمهما الأساسيات في الدين.

٤- حاول التأثير عليهما في العلاقات الاجتماعية والجوانب الأسرية.

٥- كن أنت المسؤول عن البيت، وكأنه بيتك، اصرف عليه وأصلح ما تعطل فيه.

٦- وفر من مالك الخاص لجلب بعض الهدايا لأبويك، أو الأطعمة والأشربة للبيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>