للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هذا ما جناه علي أبي من تفضيل أخي!]

المجيب د. عبد العزيز بن علي الغريب

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات اجتماعية / العلاقات الأسرية/معاملة الوالدين

التاريخ ١٠/٠٣/١٤٢٦هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

فضيلة الشيخ: أنا شاب، أبلغ من العمر ما يقارب ٤٠ عاماً، متزوج ولي عدد من الأبناء، أعيش مع والدي أنا وإخواني، ولي شقيق يتَّصف أبناؤه بالمكر، والجحود، والحقد، والحسد، ونكران الجميل لي ولأبنائي، والله يعلم أني لا أتقول عليهم، وسببوا لنا المشاكل والتعب، وأصبحت علاقتي بوالدهم (شقيقي الأكبر) يشوبها الكدر والتوتر.

والأمر الثاني أن شقيقي محبوب للوالدة أكثر منا، وتتغاضى عنه كثيراً، خاصة وأنه يسهر في الليل وينام في الصبح، مع أن عمره تجاوز الخمسين عاماً، وتشفق على حاله، ولكنها لا تقر بخطئه، وجميع من في البيت يعلم ذلك، ويعلم ما تفعله زوجة أخي ولكنهم يتغاضون، وبعض الأحيان يبررون خطأها، وتفاجأت في الآونة الأخيرة أنهم أصبحوا كتلة واحدة، والدي وإخواني علي وعلى أبنائي، فأصبحوا يأكلون سوياً ويذهبون سوياً، وزوجتي وأبنائي كأنهم ليسوا في البيت، حتى أنهم يطلبون مني أن أسكن لوحدي حتى أغاظني ذلك، فأصبحت أدعو على أبناء أخي بالموت ليلاً ونهاراً؛ لأنهم سبب المشاكل، وسيفرقون بيني وبين والدي وإخواني، وأنا والله في حيرة، فإن خرجت وسكنت لوحدي فستكون مقاطعة بيني وبين أخي وأبنائه، فلن أسامحهم ما حييت؛ لأنهم هم السبب في الفرقة بيني وبين والدي، وهم الذين أثاروا والدي علي؛ لأنني أتمنى أن أعيش تحت أقدام والديَّ وأخدمهم، خاصة أن أموري المادية جيدة جداً، وليس عندي مشكلة في المال، فلدي سكن أؤجره، ودخلي جيد جداً، وما ينقصني وما أبحث عنه هو طاعة الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- ثم رضا الوالدين، وإن بقيت في منزل والدي فسوف تبقى المشكلات كما هي.

أرجو نصيحتك، وهل دعائي على أبناء أخي ظلم؟ مع أنني أعلم أن الله -سبحانه- رخَّص للمظلوم الدعاء ووعد بالإجابة.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أخي الحبيب: حتى يرتاح بالك، ثق أنه مثل هذه المشكلات شائعة في الأسر الممتدة أي التي يعيش فيها عدة أجيال في مسكن واحد، وسلوك زوجة أخيك مع أبنائها ومع أبنائك هو سلوك متوقَّع إلا من هدى الله.

ثانياً: كنت أتمنى أن أعرف الخصائص التعليمية والاجتماعية لزوجتك وزوجة أخيك؛ حتى يمكن تقييم سلوكهم من واقع تلك الخصائص.

ثالثاً: أخوك عمره فوق الخمسين عاماً، وهو يعمل بالليل ويشعر بالتعب، ألا يكفي أن تعرف أنه خدم والديك أكثر منك، وإذا كان هو أول الأبناء، ألا تعرف الرضا الذي يشعر به أول الأبناء رغم وجود أخطاء عليه، فقد يكون حبهم مرده مواقف عاشاها سوياً، ولا يعني نقصاناً في تقديرهم لك، ولكن حبهم قد يطغى، وهذا لا يعد قضية أبداً، وواضح أن سلوك أخيك طيب، ولم يبدر منه سلوك سيئ اتجاه أبنائك، ولكن يبدو أن زوجته قوية الشخصية، لها التأثير الأكبر على قراره وعلى أبنائه أكثر منه، ويبدو أن ظروف عمله وإرهاقه جعله يوكل لها تلك المهمات.

<<  <  ج: ص:  >  >>