للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

(١) عليكما بتقوى الله في السر والعلن، فتقوى الله أساس كل خير، وفلاح في الدنيا والآخرة، قال تعالى: "وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً* وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ ... " [الطلاق: ٢-٣] .

(٢) عليكما بكثرة الاستغفار والذكر؛ قال تعالى: "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً* يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً *وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً" [نوح:١٠-١٢] .

(٣) عليكما بحسن الظن بالله والثقة فيما عنده؛ فإن الله عند حسن ظن عبده به، فليظن العبد بربه ما شاء.

(٤) عليكما بالصبر على هذا البلاء، يقول ابن القيم - رحمه الله تعالى-: (إن للرب على العبد عبوديتان: عبودية في الرخاء وهي الشكر، وعبودية في الشدة والبلاء وهي الصبر) أ. هـ، وقد تعبدنا الله بالصبر في أكثر من آية من كتابه العزيز.

(٥) عليكما بكثرة الدعاء والتضرع إلى الله بصدق أن يكشف الله عنكما هذا البلاء، وأبشرا بالخير؛ فهو سبحانه تكفل بإجابة الدعاء، قال تعالى:"وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان" [البقرة:١٨٦] ، وقال تعالى: "أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ ... " [النمل: من الآية٦٢] ، فأنتما المضطران، وهو سبحانه المجيب.

(٦) عليكما بتحري أوقات الإجابة، مثل ما بين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل؛ حيث النزول الإلهي، ودبر كل صلاة، وفي الساعة الأخيرة من يوم الجمعة، وعند نزول المطر، وعند الإفطار، وأثناء السفر، إلى غير ذلك من الأوقات التي يستجاب فيها الدعاء.

(٧) عليكما بالإكثار من قراءة القرآن وتدبر معانيه، وكذلك قراءة سيرة المصطفى - صلى الله عليه وسلم-، وصحابته الكرام - رضي الله عنهم-، وغيرهم من علماء السلف، ففي قصصهم عبرة لأولي الأبصار.

(٨) عليكما بتوسيط أحد الدعاة أو الأقارب ممن يكون له تقدير عند أهليكم؛ حتى يوضح لهم خطأ ما هم عليه، وصواب ما أنتما عليه.

(٩) إذا بارت الحيل ونفدت السبل فلا تخافا الضيعة -يا أخي-.

والزم يديك بحبل الله معتصماً، فإنه الركن إن خانتك أركان.

ولا تظن بأن الله سيتخلى عنكما، بل سيفتح لكما من أبواب الرزق ما لم يكن في الحسبان ولم يخطر لكما على بال؛ فهو سبحانه القائل: " وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ" [الطلاق: من الآية٣] .

وأخيراً أقول لك:

يا صاحب الهم إن الهم منفرج ... أبشر بخير فإن الفارج الله

وإذا بُليت فثق بالله وارض به.... إن الذي يكشف البلوى هو الله

الله يحدث بعد العسر ميسرة ... لا تجزعن فإن الصانع الله

والله ما لك غير الله من أحد ... فحسبك الله في كل لك الله

هذا والله أعلم، ونحن في انتظار رسالتك للاطمئنان عليك، وصلِّ الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>