للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاستقلالية والذات]

المجيب د. أبو بكر مرسي محمد مرسي

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة

التاريخ ١٥-٩-١٤٢٣

السؤال

أنا إنسانة ناجحة في حياتي الدراسية فأنا أدرس الهندسة الآن لكن مشكلتي أنني رغم وصولي إلى هذا السن إلا أنني لا زلت أتصرف بشكل طفولي. فسلوكياتي لا توحي ولا تعكس الفترة العمرية التي أعيشها.

لا أستطيع اتخاذ القرارات مهما كانت صغيرة ووالدتي تقوم بذلك بدلاً عني في كل شيء.. في اختيار الملابس وطريقة الكلام وفي كل شيء ...

تعبت من تدخل الوالدين في جميع شئوني وقلت حيلتي واستطاعتي في اتخاذ القرارات مهما كانت صغيرة فهل من حل؟

ساعدوني مشكورين ...

الجواب

إن الفترة العمرية التي تمرين بها يكون فيها الفرد لا هو بالطفل ولا هو بالراشد ومن ثم يعيش الصراع بين طفولة تمضى ورشد تلوح تباشير شروقه ويصاب الفرد بالحيرة والارتباك والقلق من جراء عدم نضجه الكامل للتحرر من أفعال الطفولة والرغبة في القيام بأفعال الراشدين ولكنه يفشل لعدم اكتمال دعائم النضج نفسياً واجتماعياً.

واعلمي أيتها الابنة العزيزة أنك تحتاجين لبعض الوقت فقط للتحرر من أجل تجاوز تلك السلوكيات الطفلية والدخول إلى عالم الراشدين ولهذا كثيراً ما نجد تدخل الوالدين في اختيارات الأبناء كما يحدث لك وهو تدخل من باب الحرص على الأبناء وعليك أن تقدري هذا الأمر منهم كما أن طاعتهم واجبة بل أن ذلك من سبيل سعادة الأبناء فيما بعد إن شاء الله.

ونصيحتي تتلخص في:

* الثقة في اختيارات الآباء ومناقشتهم بكل هدوء واحترام ما يرفضونه من اختيارات، مع طرح البديل الذي يصطبغ بالقيم والأخلاقيات المستمدة من الشريعة الإسلامية.

* سرعة تجاوز التصرف بشكل طفلي من خلال اتخاذ قرارات ناضجة ومسئولة تعطى الثقة للوالدين.

* المزيد من النجاح الدراسي الذي يدعم الإحساس بالهوية الذاتية ويؤدى إلى ثقة الآباء في فترات الأبناء.

* البحث عن مزيد من الإنجازات التي تقوى دعائم الشخصية أمام الآخرين خاصة من ذوى الأهمية في حياتنا.

وأنصح الآباء بمراعاة ما يلي:

* إذا كانت المراهَقة يصاحبها كثير من المشكلات النفسية والاجتماعية فإن ثقة الفرد تزداد إذا ما واجه تحديات هذه المرحلة بنجاح لذا يجب مساعدة الأبناء على كيفية المواجهة وطرح الحلول.

* الاستمرار في إعدادهم وتربيتهم في ظل معطيات الشريعة الإسلامية إبان المراحل النمائية الأولى لمواجهة تحديات ومشكلات المراهقة وتغيراتها، وهذا يؤهلهم لمزيد من النضج والقدرة على الاختيار السليم في المستقبل وتتضح إسهامات الدين الحنيف الإسلام فيما ذهب إليه من ضرورة حسن التربية بحيث تنشأ الشخصية وتنتظم في ظل القيم الإيمانية فتكون الصلابة والقوة والاستقامة وتصبح السلوكيات متوافقة وأحكام الإسلام وآدابه السامية تلك الآداب التي تمثل حصناً لمقاومة التوتر والمعاناة والمشكلات التي تعد المراهقة أرضا خصبة لرواحها.

<<  <  ج: ص:  >  >>