للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[ابني سيئ الخلق]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/ الأساليب الصحيحة لتربية الأولاد/مرحلة المراهقة

التاريخ ٢٨-٧-١٤٢٣

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

فضيلة الشيخ لدي ابن في السابعة عشر من عمره يتصرف بوقاحة وحماقة وقلة أدب مع والدته وأخواته. في كثير من الأحيان عندما لا أكون موجوداً في البيت، يضرب أخواته بشكل جنوني ويكسر بعض الأغراض , ويتطاول في كلامه وفي رده على والدته وعلى أخواله وفي بعض الأحيان علي أنا ويعاندنا بشكل وقح وبالمقابل يتعامل مع أقرانه بأدب جم ورفقته رفقة جيدة. ولدي هذا أصبح كالكابوس لنا وتأتيني أفكار في بعض الأحيان لطرده ولكني أخاف أن أفقده وأكون سبباً في ضياعه في الدنيا والآخرة، شددت العزم وبشكل يومي تقريباً أن أدعو له ولله الحمد أصبح هادئاً بعض الشيء مع أنه يحاول التمرد والتطاول ولكني أحاول تهدئته أرجو من الله أن تبعثوا لي بنصائح في التعامل مع هذا الابن.

آملاً من الله أن ينفعنا وينفع جميع المسلمين بنصائحكم، أدعو الله أن يتقبل جميع أعمالكم الحسنة وأن يجمعنا وإياكم في الفردوس الأعلى وجزاكم الله عنا كل خير.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب

الأخ الكريم....

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"

أحسن ما أعجبني في سؤالك أيها الأخ العزيز هو ذكرك بأنك التجأت إلى الله بالدعاء والإلحاح عليه بطلب الصلاح لأبنائك ومن هم تحت يدك، فهي بحق خطوة جيدة بل هي أولى الخطوات التي يحتاج الإنسان إليها عند طلب العلاج.

إن ما يمر به ابنك ذو السبعة عشر ربيعاً هي فترة شبه طبيعية عند الكثير ممن هم في مثل سنه، إنها فترة المراهقة، فترة التخلص من القيود والانعتاق منها، فترة إثبات الذات وإثبات الرجولة ولو كان هذا بالطريقة الخاطئة كالضرب للإخوة والأخوات أو الأفراد الآخرين خارج البيت، فترة التجربة لأمور طالما نهي عنها، فترة المغامرة في الولوج إلى أمور طالما سمع القصص عنها كالسرقة والاجتماع مع الأصحاب على أمور سيئة مثل شرب الدخان وربما الحشيش والمخدرات أو غير ذلك من الأمور.

ولو دققت النظر أيها الأخ الكريم في الذين مالوا عن الطريق الصحيح وابتعدوا عن الهداية بل هم أقرب إلى الغواية بارتكاب أنواع الجرائم والآثام لوجدت أن بداية الشرارة التي انطلق منها هذا التوجه إنما كان في الغالب عند سن المراهقة والإحساس بوجوب إثبات الذات خاصة إذا صاحب ذلك قلة الرقيب من الأهل والعنف السلطوي من قبل الولدين وانعدام روح التفاهم المفترض أن يسود داخل أسوار البيت وزيادة الثقة بالنفس ووجود صحبة نائهة وسيئة تزين له الوقوع في شرك هذه الأوحال وتبسطها وتسهلها في عينيه.

<<  <  ج: ص:  >  >>