للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هناك مشكلة تعانين منها، ويتطلب منك التخلص من تلك المشكلة، والتي يتضح لي أنك سريعة الغضب، وبالتالي يؤدي بك ذلك إلى كثرة الحلف، مما يساعد على إغلاق لغة الحوار الهادئة إلى لغة الصراخ، وبالتالي التلفظ بكلمات تتعدى لغة العقل، لذلك من المهم - أختي الفاضلة- تدريب نفسك على تمالك أعصابك، والابتعاد -فوراً- عن مكان المشكلة مع ابنتك أو غيرها؛ حتى تهدأ أعصابك، وبالتالي تتصرفين بحكمة مع المقابل مع أهمية السلوكيات التي حثنا عليها المصطفى - صلى الله عليه وسلم- من تغيير الهيئة، والوضوء، وتغيير المكان، وكذلك احرصي على تعويد نفسك على التأني في أمور حياتك الأخرى، كأداء الصلوات، وكذلك في الأكل والتعامل مع الآخرين في الحالات الطبيعية لك؛ لأن الاهتمام بتلك السلوكيات تساعد على تعويد النفس على الضبط في حالة الغضب، وبالنسبة للتعامل الأمثل مع ابنتك، فهناك عدد من الطرق التربوية المناسبة للتعامل مع ابنتك عليك تنفيذها؛ لعل الله أن يجعل فيها الخير لك، ولابنتك، ولأسرتك عموماً:

١- الدعاء لابنتك بالهداية والصلاح، والحرص على ذلك في أوقات الإجابة والإلحاح في ذلك.

٢- البعد التام عن الصراخ والغضب لأي تصرف يحدث خطأ كبيراً، بل عليك بالحلم والأناة، والتعامل بحكمة تجاه الخطأ بعدة طرق منها:

أ- تجاهل الخطأ تماماً، وأشعريها بأنك لم تري خطأها، خاصة الأخطاء الصغيرة.

ب- عدم اللوم المباشر للخطأ إن كان كبيراً، وتحري أوقات مناسبة للنقاش حول خطئها بعد أن تشعري أنها في وضع نفسي جيد، كوقت قبل النوم، ويكون بجلسة انفرادية.

ج- تجنب اللوم تجاه الخطأ أمام أحد أفراد الأسرة؛ لأن ذلك مدعاة لثوران البنت والدفاع بأي وسيلة كالصراخ وخلافه؛ تعبيراً عن رفض الأسلوب. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: "إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه" رواه مسلم (٢٥٩٤) من حديث عائشة-رضي الله عنها-.

٣- المراهقة تحرص كثيراً على مظهرها الخارجي بشكل غير عادي، ولهذا المظهر والاهتمام أهمية كبيرة على شخصيتها، لذلك عليك عدم تأنيبها العلني لتصرفاتها، وهذا قد يكون من أسباب ثوران وغضب المراهقة.

٤- أكثري من الجلوس مع ابنتك ومدح الإيجابيات التي تمتلكها، حتى ولو كانت صغيرة، والحرص على مدحها أمام الأسرة؛ فتلك من الطرق المناسبة للتقرب إليها أكثر، ولإشعارها بأهميتها عندك.

٥- أشركيها في بعض الأمور الخاصة بك، وكذلك في أمور الأسرة، واطلبي رأيها حتى ولو لم تأخذي به، وتعاملي معها كصديقة، لا كبنت تمارسين معها دائماً دور الموجِّه والمصوب لأخطائها دائماً.

٦- أهمية أن تشعري بحاجة ابنتك للقبول؛ لأنه مطلب نفسي واجتماعي، ولا يمكن أن يستغني عنه أي إنسان، فمن ذلك تأتي أهمية تقديرها واحترامها، ومساعدتها على فتح صفحة صداقة معها تنفذي فيها ما يحدث بين الصديقة وصديقتها.

٧- تجنبي مقارنتها بقريباتها، وبأنها أقل منهن اهتماماً واحتراماً لوالدتها، أو في سائر الأمور الحياتية.

٨- ابتعدي تماماً عن التهديد والوعيد، كإرسالها لمنزل والدها؛ لكي لا تغرسي داخلها كره والدها من خلال ربط العقوبة بذلك.

<<  <  ج: ص:  >  >>