للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أبي لم يعد يثق بي!]

المجيب فيصل بن عبد الله الحميقاني

مدرس بمدارس رياض الصالحين.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد

التاريخ ١٥/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

مشكلتي أن والدي لم يعد يثق بي؛ وذلك بسب غلطة ارتكبتها، وهي أن الشيطان وسوس لي بأن أدخل الشات، وفي البداية كنت أقرأ ما يكتبون، ثم بعد ذلك انجرفت وأخذت أكتب ولم أصل إلى درجة الإدمان، ولم أتجاوز حدودي، وفي يوم اكتشف والدي أمري، في البداية اكتفى بالسكوت، ثم قال: لقد فقدت ثقتي بك، وهذه العبارة هي التي هزتني بقوة، ثم اعترفت بغلطتي، وأعلنت توبتي، وحلفت له بأني لن أعيدها مرة أخرى، وأنا نادمة أشد الندم على ما فعلت، ولكن المشكلة الكبرى أن والدي لم ينس ذلك، رغم مرور فترة على هذا الموضوع، بل أخذ يوصي أختي الصغرى بأن لا أقترب من الإنترنت، رغم أنها كانت تشاركني في غلطتي، بدأت أشعر بالحزن والضيق، أرشدوني ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أختي الكريمة: أحمدي الله أن وفقك للتوبة النصوح، واسأليه القبول، نعم، ما تعيشينه أزمة ليست باليسيرة، لا سيما إن كانت متعلقة باستعادة ثقة والدك بك. ولذا أوجز مشورتي بأمور:

١- لا تلومي أباك، فهو حريص عليك، وما غضبه منك إلا بسبب حرصه عليك، فإنه ربما أمَّل عليك آمالاً كثيرة رأى أنك حطمتيها، وربما أراد أن يلقنك درساً قاسياً حتى لا تعودي لما فعلت، وربما غير ذلك من المبررات التي يرى أنها صحيحة.

٢- لا شك أن رضا والدك مهم للغاية، ولكن الأهم منه رضا الله، فلا يأتيك الشيطان ويوهمك أنك قد خسرت كل شيء، فيقنِّطك من رحمة الله، واعلمي أن الله إذا رضي عنك سيرضي عنك والدك.

٣- من الطبيعي أن تكون استعادة ثقة الناس بك أصعب من بناء الثقة ابتداءً، فامضي على ما أنت عليه من الخير، وستعود المياه لمجاريها مع الوقت بإذن الله.

٤- حاولي التقرب من والدك قدر المستطاع، ولا تملي، فمآله -إن شاء الله- أن يرضى عنك ولو بعد حين.

أسأل الله لك الثبات.

<<  <  ج: ص:  >  >>