للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أخي الصغير والإنترنت]

المجيب جماز عبد الرحمن الجماز

مشرف تربوي بإدارة التربية والتعليم بشقراء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ تربية الأولاد/التعامل مع مشكلات الأولاد

التاريخ ١٢/٠٥/١٤٢٦هـ

السؤال

لي أخ يبلغ من العمر ١٣ سنة، ولديه جهاز كمبيوتر غير خاص، وبدأ في الآونة الأخيرة باستخدام الإنترنت، وصدفة - ومن غير قصد- أردتُ أن أفتح الجهاز، فوجدت أن في صفحة الإنترنت عنوان موقع إباحي، رغم أن الطريقة التي كتب بها عنوان الموقع كانت بدائية، مما يدل على أنه مبتدئ بهذا الموضوع، علماً أن البيت -ولله الحمد- بيت محافظ لا توجد فيه ملهيات، فهل أفاتحه بالموضوع، أم ماذا أفعل؟ ولكم جزيل شكري.

الجواب

الحمد لله رب العالمين، وبعد:

فالواجب مناقشة أخيك الأصغر في هذه المشكلة، وليس لك ترك محاورته، لأي سبب من الأسباب؛ لأن ذلك يؤدي إلى تفاقم الأمر، واسترسال الأخ في مثل هذه الأمور.

وليكن حوارك معه بالحكمة والموعظة الحسنة، فبيِّن له -مثلاً- أن استخدام الشبكة العالمية [الإنترنت] ليس للتسلية، وإنما للتزود من المعلومات والخبرات العلمية، ومعرفة أخبار العالم والمسلمين.

ووضِّح له أن هذه المواقع الإلكترونية، أول من أنشأها هم الكفار، ومهما أرادوا بها، فقد استخدمها بعضهم لتشويه الإسلام وضربه، وإفساد المسلمين وإخراجهم من دينهم، واذكرْ له بعض الأمثلة لبعض المواقع الفاسدة المفسدة، ومنها المواقع الإباحية.

ثم اجتهد في إقناعه بفسادها وضلالها، وعاقبتها الوخيمة، وأنها توقع الإنسان من حيث لا يشعر في الرذيلة، وتصده بذلك عن الفضيلة، علاوة على ذلك، تجعله عبداً لها، فيمكث طوال نهاره وليلة أمامها لا يردّه في ذلك إلا النوم، بل يتسبَّب في بعض الأحيان إلى ترك الدراسة أو الوظيفة، والبحث عن مزاولة الفاحشة، وبيِّن له أنه وجد بعض الشباب قد أصابه المرض من جراء ذلك، ولا يعلم أحد السبب الحقيقي في ذلك، منهم من يقول: إن السبب جنّ، ومنهم من يقول: إنه عين، ومنهم من يقول: إنه بسبب العشق أو الغرام الذي سبّبه مشاهدة المواقع الضالة المُضِّلة، وحقيقة الأمر - مهما كان السبب- أنها عقوبة معجِّلة في الدنيا قبل الآخرة، أو قد تكون عظة وموقظة، وقد تكون تمحيصاً وتطهيراً.

ثم اختم حديثك معه، وقل له: ألا تتفق معي، أن الواجب إغلاقها وعدم الدخول إليها؟ وإذا كنت لا تستطيع ذلك، فاترك الشبكة كلها. قل له: إن الشبكة [الإنترنت] أفقدت كثيراً من الشباب عقولهم في بعض المواقع الفاسدة، هل تتصّور أنها ذهبت بالعفة والشرف والمروءة؟ هل تعلم أنها سلخت بعض الشباب من دينهم؟ هل تعلم أنها أفقدت أهل الفضل فضلهم؟ وهكذا، قرِّر له فساد مثل هذه المواقع وضررها وآثارها الفجة.

اذكر له حال إخوانه وأخواته، وعامة أهل البيت، وما هم عليه من خير وصلاح، أو حتى ذكِّره بالأسرة والأعمام والأخوال، وما هم عليه من سيرة طيبة، وسمعة حسنة، وأنه يسيء إلى أهل البيت أو الأسرة، حينما يذكر عنه كذا وكذا، هل يرضى بذلك.

وبعد هذا أيها الأخ الكريم ...

<<  <  ج: ص:  >  >>