للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لم يخطبها أحد، فهل تعذر لو تعرّفت على شاب!

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ ٢٩/١٠/١٤٢٤هـ

السؤال

أنا بنت يشهد كل من عرفني بأنني على خلق ودين، وأسأل الله أن يهديني إلى سواء السبيل، ولكن مشكلتي هي أنني كنت منغلقة على نفسي، ومتمسكة بشكل واضح بالدين حتى بعد عني الجميع، المشكلة هي أني لم يتقدم للخطبة إلي سوى شخص واحد، وهو غير مناسب من جميع الجوانب، وسمعت عن قصص الحب العديدة على النت فتعرفت على شاب من النت وحدثني في التلفون، ولكني غير سعيدة بما أفعل، أشعر أنه حرام، مع العلم أني في منتهى الاحترام في كل كلامي معه، أنا في حيرة شديدة، ماذا أفعل؟ أنا أريد أن أقطع هذا الكلام مع الشاب، وأن أعود إلى الله، ولكن كيف وأنا لم يتقدم لي أحد؟ مع العلم أني والحمد لله جميلة. أفيدونا جزاكم الله خيراً، وأرجو الدعاء لي ولأمثالي.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي بيده الملك، يعطي من يشاء بمنِّه وفضله وكرمه، ويمنع من يشاء بحكمته وعدله، فلا معقِّب لأمره، ولا راد لقضائه وفضله، وهو على كل شيء قدير، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:

إلى الأخت السائلة - حفظها الله تعالى- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكر لك ثقتك البالغة واتصالك بنا عبر موقع الإسلام اليوم، سائلين المولى - جل وعلا- أن تجدي عندنا كل ما ينفعك ويفيدك في دنياك وآخرتك، ونتمنى منك دوام الاتصال والمراسلة على الموقع.

أختي الفاضلة: لقد قرأت رسالتك مرات عديدة، وسرني جداً التزامك بشرع الله، ولكن ساءني جداً تلاعب الشيطان بك، وانخراطك في طريق التحدث مع الشباب على النت، فهذه بداية النهاية المؤسفة لهذا الطريق، فاربئي بنفسك يا أمة الله أن تتلوثي وتقعي في هذا المستنقع الآسن، فمن الآن اقطعي علاقتك مع هذا الشاب، ولا تعودي لمثل هذا العمل السيئ، فأنت بنفسك غير راضية عن هذا العمل، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: "البر حسن الخلق والإثم ما حاك في صدرك وكرهت أن يطلع عليه الناس" أخرجه مسلم (٢٥٥٣) من حديث النواس بن سمعان - رضي الله عنه -.

واعلمي يا أمة الله أن كل شيء بقضاء الله وقدره، فيجب علينا أن نرضى بقضاء الله، ونؤمن إيماناً جازماً، لا يعتريه أدنى شك بأن الله يقدر لنا كل خير، فعلينا الرضا والتسليم لقضاء الله وقدره، ونفوض أمرنا لله سبحانه وتعالى، ولا نجعل للشيطان علينا سبيلا.

كما أود أن أوضح لك أمراً ألا وهو أن عمرك ليس بالكبير، فأنت بالمقارنة بغيرك من الفتيات سنك صغير جداً، وما دمت أنت بهذا الالتزام والتدين والخلق الجميل، والجمال الخلقي فتأكدي بأن هناك الكثير ممن يرغب في مثلك؛ لأن جميع صفاتك مؤهلة بأن يرغب فيك الرجال بإذن الله تعالى، ولكن عليك باختيار صاحب الدين والخلق القويم؛ حتى تكون حياتكما على تقوى من الله من أول يوم، وهناك بعض النصائح أود أن أزفها إليك عسى الله أن ينفعك بها ويقر عينك بالزوج الصالح والذرية الصالحة، والحياة السعيدة والعيشة الرضية اللهم آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>