للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[ومرة أخرى أحببت]

المجيب د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -سابقا-ً

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ ١٣/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة أحببت شاباً حباً شديداً وهو أيضاً يحبني، واستمر هذا الحب عدة سنوات، وبعدها تقدم لي وطلبني من الوالد، ولكن الوالد رفضه، وتقدم بعد ذلك مرات عديدة، ولكن واجه نفس القرار، تعبت نفسيتي وتعب كل شيء فيّ، علماً بأن الشاب طيب ومهذب وخلوق ويصلي ويعرف ربه، ودائماً يذكرني بالصلاة وأوقاتها، وهذا ما علقني به أكثر، المهم تزوج هو بعد إلحاح وإصرار من والده، وقد التحقت بالدراسة بالمعهد لكي أشغل وقت فراغي، ولكن ظهر لي شخص ثان بعد مكالمة واحدة، لا أعرفه ولا يعرفني، ترجاني أفهمه وأسمعه، وأنا من طبعي طيبة وحساسة جداً، قلت: آمر، فقال لي أنا واحد مهموم وأريد إنسانة تفهمني وتعطف علي، وقتها ضاق صدري عليه، ووافقت أبقى معه، وأنا معاهدة نفسي ألا أعمل أي علاقات أخرى، ولكن لا أدري لقد وقعت في حب هذا الشخص، وأنا لا أريد العذاب مرة ثانية، ولا أدري كيف أترك هذا الشخص يا شيخ أرجوك ترشدني للطريق الصحيح جزاك الله خيراً.

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

ابنتي الكريمة! واضح من سياقك مشكلتك أنك فتاة حساسة وعاطفية، شديدة التأثر والانسياق مع عاطفتك، ولذلك فإنك تحبين بعنف، دون أن يكون لهذا الحب ما يبرره، كان تصرف الشاب الأول الذي تعلقت به تصرفاً صحيحاً، حيث تقدم إلى والدك، وأتى البيوت من أبوابها، وهذا تصرف صحيح، ولكن لم يقدر الله -عز وجل- بينكما صلة، ولا تدرين لعل الخيرة فيما اختاره الله -عز وجل- لكما جميعاً.

أما الشخص الثاني فهو -يا ابنتي- شاب عابث، وذئب يعض ولا يأكل، يريد أن يعبث بك ويتسلى ويستمتع ما شاء الله أن يستمتع بك، ويستغل طيبتك ورقة مشاعرك، ثم يذهب ويتركك ليبدأ المشوار الجديد مع فريسة أخرى.

كلا -يا بنيتي- لا تكوني على هذا المستوى من السذاجة والطيبة، واعلمي أن الإنسان المهموم يبحث عن رجل مثله يسري عنه الهموم ويساعده في حل مشاكله، ولا يتلصص على بيوت الناس وعورات الناس وحرمات الناس بهذه الطريقة التي يقتنص بها فرائسه، إن كل ما يتشكى لك ليست معاناة حقيقية، ولكنها شبكة يريد أن يصيدك بها، ولو كان صادقاً لفعل كما فعل الشاب الأول، وأتى البيوت من أبوابها، وتقدم إلى والدك؛ ولذا أحذرك مرة أخرى من الرد عليه أو الاتصال به، أو وجود أي علاقة معه، وعليك أن تتخلصي من شريحة جوالك، وأن تتلفيها، وتخرجي شريحة جديدة حتى لا يبقى بينك وبينه أي اتصال.

<<  <  ج: ص:  >  >>