للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أحبه وهو لا يدري]

المجيب عبد الله السهلي

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ ٠٥/٠٨/١٤٢٥هـ

السؤال

أحببت شخصاً منذ سنوات فهل الحب والتفكير فيه حرام؟ مع العلم أني لا أعرف هل الشخص الذي أحبه يعرف بهذا الحب أم لا، فأنا لم أخبره بذلك، ولا أحاول أن أخبره؛ لأن هذا حتى لو لم يكن حراماً فأنا لم أستطع التخلي عن حيائي وكرامتي، ولكني في بعض الأحيان أشعر أنه يعرف؛ لأني بمجرد أن أراه يحمر وجهي، وهذا ما لا يحدث مع أي شخص آخر، ولكني لم أستطع التخلي عن التفكير فيه، فهو يجبرني على حبه؛ لما أراه من تدينه وحسن أخلاقه، ومدى احترامه لوالديه وحبهما له؛ لأنه باستمرار متفوق حتى في تعاملاته مع الآخرين، لا يختلف في احترامه وحبه اثنان، وأنا منذ ٧ سنوات -أي سن مراهقتي- أفكر فيه، ولا أعرف ماذا أفعل لإيقاف هذا التفكير، فأنا سئمت من هذا الأمر، أرشدوني ماذا أفعل؟ .

الجواب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

الأخت الكريمة المستشيرة: يتضح من كلامك استشعار المشكلة، وهذه خطوة أولى في حلها، والمؤمن كما ورد في الأثر تسره حسنته وتسوؤه سيئته؛ جزء من حديث أخرجه أحمد (١٧٨) من حديث عمر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولذا فإني أشير عليك بعدم التسليم لهذه المشاعر، ومحاولة مناقشتها مناقشة علمية ذاتية بعيدة عن العواطف؛ لأن الغالب أن المشاعر والأحاسيس تكون في فترة الشباب جياشة، خاصة فترة المراهقة، ثم ما تلبث أن تزول ويبقى العقل والاتزان، والنظر في الأمور وعواقبها، أما مسألة هل الحب حرام؟ فالحب كلمة تحتاج تحديداً، فإن كان يقصد بها الحب الذي تُسوق له المسلسلات والأفلام العربية فهو -لا شك- محرم، وأما إن كان الحب المقصود به المشاعر القلبية التي لا يملكها الإنسان، ولا يبوح بها، إلا ما أحل الله له؛ كحب الزوج زوجته، أو الزوجة، أو الوالدين والأولاد فهذا مباح، ومن الأمور المهمة التي تعينك على التخلص من هذه المشكلة:

١- تذكر محبة الله بمعرفة أسبابها، كالتفكير في آلائه ونعمه، وهذا سيشغلك عن محبة غيره.

٢- الحرص على عدم اللقاء به والجلوس معه والنظر إليه.

٣- التخلص من التفكير فيه، بإشغال النفس بالتفكير في الأمور المفيدة في الدين والدنيا.

٤- إذا كنت تستطيعين الزواج منه - إذا كان مستقيماً- فهذا حل لهذه المشكلة.

وعليك بالدعاء فالله سبحانه يجيب من يدعوه وهو صادق في دعائه، في مثل: "اللهم ألهمني رشدي وقني شر نفسي، ولو قلت: اللهم طهِّر قلبي، أو قلت: يا مقلب القلوب ثبِّت قلبي على طاعتك، أو قلت: اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى.

<<  <  ج: ص:  >  >>