للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثانياً: اعتقد ـ أخي الكريم ـ أنك _ إن شاء الله - قد تجاوزت هذه المرحلة.. وندمت عليها.. وتبت منها.. واستغفرت الله عليها.. وأردت البدء في حياة جديدة كما ينبغي وهي الزواج وبناء الأسرة المسلمة، وتقدمت في ذلك خطوات إلى الإمام، إذ خطبت وتنتظر الوقت المحدد للزواج.. ولكن ما يربطك بالماضي هو " بكاء ونحيب " هذه الفتاة التي "عشمتها" أنت أو "تعشمت" هي بإنهاء " العبث الهاتفي " المغلف زيفاً بغلاف الصداقة..!! بالزواج.

ثالثاً: لتعلم يا عزيزي أن الكثير من هذه التجارب التي بدأت عن طريق " العبث الهاتفي " وانتهت بالزواج (على ندرتها) غير مشجعة..!! بل إنها تحمل في طياتها ونسيجها عوامل فشلها.. فمن البديهي أن المدخلات الخاطئة ينتج عنها مخرجات خاطئة.. والأمثلة هنا لا تعد..!! ومع إدراكي ومعرفتي بما يعنيه ألم المشاعر وجراحها.. إلا أننا نحن المسؤولون غالباً عنها؛ باندفاعنا وتهورنا، وجموحنا وعدم إدراكنا بل.. وعبثنا!! كمن يسير في حقل مليء بالأشواك وجحور الأفاعي والعقارب.. مستعجلاً الوصول إلى هدفه.. فإن لدغ أو تألم أو تعطل مسيره بين الأشواك بكى وانتحب ولام غيره..!! رغم أنه هو الملوم.. فهو الذي يملك قرار نفسه إلى حد كبير.. وهو الذي اختار هذا الطريق طمعاً في سرعة الوصول رغم تحذيرات العقلاء والصادقين ونصح الناصحين؛ بأن هذه الطريق شائكة وغير مأمونة وأنها لن تؤدي إلى الهدف..وخسائرها أكبر بكثير من أرباحها..!! ولذلك كله.. فليرض من الغنيمة بالإياب.. وليحمد الله ـ كما أسلفت ـ على كل حال.. وأن الخسائر لم تتعد المشاعر إلى الجسد.. وهنا تكون الكارثة!!

رابعاً: دعك من بكائها، واستغفر الله لك ولها، وادع الله لها بالتوفيق والسداد والرشاد، وأن يرينا وإياك وإياها الحق حقاً ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه وألا يجعله ملتبساً علينا فنضل.. متمنياً لها أن تستفيد من هذه التجربة، وتفيق من هذه الغفلة، وتحمد الله أنها لم تتورط في أمر قد يترتب عليه تبعات كبيرة.. وخطيرة!! ولتحسن الظن بالله، وتتوب إليه، وتستغفره، وتستهديه، وتسأل الله أن يوفقها إلى ما فيه صلاحها في دينها ودنياها إنه سبحانه على ذلك قدير وبالإجابة جدير. وتأكد أن الأيام مليئة بالعبر لمن أراد أن يعتبر، والله سبحانه الهادي إلى سواء السبيل.

خامساً: اسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يجعلنا الله وإياك مفاتيح للخير مغاليق للشر، وأن يهدينا لصالح الأعمال ويصلحنا ويصلح بنا ويصلح لنا.. كما اسأله تبارك وتعالى أن يهدي شباب المسلمين وفتياتهم، وأن يردهم إلى الحق رداً جميلا وأن يحفظهم من كل سوء ويقيهم كل مكروه إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>