للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[أريد التعرف عليه!!]

المجيب د. رياض بن محمد المسيميري

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ ٣-٢-١٤٢٤

السؤال

أنا فتاة جامعية وعلى خلق ودين بشهادة الجميع ولله الحمد وأخاف الله في الخفاء والعلانية، مشكلتي تكمن في حيرتي والخوف من عصيان الله، فلقد أحببت شاباً عن طريق الإنترنت، وكنا نتناصح كثيراً وأحببته حباً صادقاً وهو كذلك وهو يخاف علي من كل سوء، ففي يوم طلب مني أن يحادثني فلم أقبل وقلت إني أخاف الله ففرح لردي وقال نعم الفتاه أنت، وهاهي علاقتنا مستمرة وقد مرت عليها سنة كاملة وعدة شهور وقد تعلق بي أكثر عندما رفضت أن أحادثه هاتفياً ولم يطلب مني ذلك مرة أخرى. ولكن سؤالي وسؤاله كيف نستطيع أن نصل إلي بعضنا من غير أن نغضب الله عز وجل فأنا غير مقتنعة تماماً بمسألة المحادثة الهاتفية أو المقابلات الشخصية لأني لا أقبلها على نفسي كفتاة مسلمة. ولكن كيف لي أن أتعرف عليه عن قرب لأنكم كما تعلمون أن الإنترنت يخفي الكثير والكثير وراءه وأنا أتمنى أن أعرف صفاته أكثر رغم تعلقه بي.

الجواب

أختي في الله..

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم".

لقد حدد الشارع الكريم حدوداً وضوابط تنظم علاقة الذكور بالإناث، وبين المجال الوحيد الذي يباح من خلاله التقاء الجنسين، وتبادل الحب بينهما، وهو الزواج الشرعي فقط، وكل علاقة تنشأ بين الطرفين خارج حدود الزواج فهي علاقة محرمة مهما زعم أحد الطرفين أو كلاهما نظافة العلاقة أو مصداقيتها أو بقاءها في حيز النصيحة، وتبادل المواعظ والفوائد، فتلك لعمري حيلة إبليسية لإيقاع الطرفين في وحل الفاحشة ولو بعد حين.

وها أنت قد رأيت كيف تجرأ هذا (الصديق!!) فطلب رقم هاتفك فلما عصمك الله ادعى إعجابه بك، وحبه لك لاحتواء الموقف بالضرب على الوتر الحساس!!

ولست أفهم كيف تسمحين لنفسك وأنت - والحمد لله - على خلق ودين وسمعة طيبة بالتعرف على الشباب عبر الإنترنت وغيره؟ فاتق الله أختي الكريمة، واحمدي ربك أن حفظك وسترك إلى اليوم، واقطعي علاقتك بهذا الإنسان وغيره، واحذري أن تخدعك عباراته المعسولة، وحبه المزعوم فلو قدر بينكما زواج فمصيره الفشل المؤكد - والله أعلم - إذ ستظل ثقة كل منكما بالآخر مهزوزة، وسيظل هاجس التوجس والشك ديدن الجميع خاصة الزوج إذ لن يبقى أبداً مع زوجة أغضبت ربها فأقامت علاقة محرمة مع شاب لا يمت لها بصلة.

هذه نصيحتي، لا أبتغي من ورائها أجراً ولا شكوراً فعضي عليها بالنواجذ قبل أن تزل بك القدم فإن أبيت إلا الارتباط بهذا الشاب فلا أعلم لك إلا طريقاً واحداً وهو أن تعطيه رقم هاتف والدك أو أخيك وتطلبي منه أن يتقدم إليه خاطباً كما يتقدم كل رجل شريف جاد واحذري ثم أحذري من اتصال مباشر قبل هذه الخطوة فإن تقدم وخطب وعرف بنفسه فعليكم السؤال عن دينه وصلاته وخلقه وهذا تمحيص لا يصح بعده إلا الصحيح، والله يحفظك.

<<  <  ج: ص:  >  >>