للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[علاقة هاتفية!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ ٢٧-٦-١٤٢٣

السؤال

السلام عليم ورحمة الله وبركاته

منذ فترة قصيرة أتصل شخص وهو يعمل عند والدي وكنت أرد على المكالمات ولاحظت كثرة اتصالاته ومنذ أسبوعين من اليوم قال لي كلام حب وكلام صراحة أخجل من كتابته ودائما أتهرب من مكالماته ولكن ترد أختي الصغير مما يضطرني إلى مكالمته قال بأنه مستعد لتقدم لي ولكن بعد أن يتعرف علي تماما وأخذ يسأل عن شكلي وبعض الأمور الخاصة وكنت أرد على بعضها وأتجاهل الذي يحرجني فبماذا تنصحونني هل أستمر معه أم أقطع المكالمات معه لربما كان قصده شريف. أرجو الإفادة في أسرع وقت ولكم كل التوفيق.

الجواب

الأخت الكريمة

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكراً لاتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"

ماذا عساي أن أقو لك.. وأنت كأني ألمس منك الرضوخ لهذا الرجل الخديعة بكلامه وربما قد لا تصدقين أنه يأتينا الكثير والكثير جداً من رسائل الحزن والشكوى من أخوات خدعن من مثل هذا الذي يتعامل معك بل ويخدعك ويغشك.

إن للبيوت أبواباً فليطرقها إن كان صادقاً وليتعرف عليك حينئذ ولن يلومه أحد إذا دخل المدخل الرسمي ولم يكن خلف الأسوار والهواتف يهاتفك ويبث ألا عيبه عليك.

كم هي رقيقة هذه المرأة حينما يسهل خداعها من رجل لا يراها إلا من خلال عينين شهوانيتين يبذل لها المعسول من الكلام..فترتاح إليه وتصدقه وترسم في مخيلتها أحلى الأماني معه.. وتتصور الحياة عذابا من دونه..

تتمايل في عينها أجمل الصور والخيالات مع ذلك الفارس الذي نزل لها من السماء من خلال سماعة الهاتف.. فلا يزال يغذيها بالكلام العاطفي والرومانسي والجميل.. وهي لا تزال صورة الخيالات تكبر في عينيها.. وصدقه وإخلاصه يتعاظم في ناظريها.. وحلاوة العيش معه تسيطر على عقلها فلا تكاد المسكينة تريد الابتعاد عنه ولو للحظة..

وهكذا يستمران - الرجل والمرأة- على هذه الحالة حتى يحصل المراد وينتهك الشرف ويلوذ المخادع بالفرار ويرمي المرأة بالخطيئة والعار بعد ما رمى قلبها بالحرقة والنار.

بعض النساء أو الغالب منهن تعرف تماماً وتجزم بدرجة كبيرة أن ما تسمعه إنما هو كذب وهراء ويعلم الكثير ممن دخلن وجربن هذه المجالات أن ما يسمعنه من معسول الكلام ليس له من الحق والصدق حبة خردل ولكنهن بدافع حب العبث وتمضية الوقت يلجن هذا المجال.. الآخر منهن يستمرون في هذا المجال بدافع قلة العاطفة الموجودة في حياتهن.. أو انعدامها فتحب أن تملأ فراغ العاطفة لديها من خلال ذلك الشاب حتى ولو كان الأمر برمته كذباً في كذب مع علمها التام بذلك.

ولكن المصيبة العظمى حينما نأتي للنتائج لمثل هذه الأعمال.. حينما ينتهك العرض.. وتفض البكارة ويزول الشرف وتعيش حينها الفتاة أشد فترات الحياة عذابا وألماً وحسرةً، أما ذلك الفارس الذي طالما أطلق الكلام المعسول فقد ولى هرباً ولسان حاله يقول: لست أريد التي تبيع عرضها لرجل أعطاها كلاماً وما أرخصه وأعطته عذريتها وما أغلاها وشتان بين الثمن والبضاعة.. وبين الكلام والعذرية.

<<  <  ج: ص:  >  >>