للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أنا متهم بأنني عاطفي!]

المجيب د. محمد بن عبد الرحمن السعوي

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ ١٧-٥-١٤٢٣

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله

عزيزي المستشار ليست لدي مشكلة وهي أنني متهم بأني عاطفي فهل العاطفية عيب؟ وعندما يكون الشخص يدعو بالحب فهل الطريقة خطأ علما بأنني والحمد لله محبوب وأحب كل من حولي.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

شكراً لثقتك واتصالك بنا في موقع " الإسلام اليوم"

الحب والعاطفة شيئان جميلان حقاً وليستا عيباً البتة. صدقني أننا في هذا الوقت بحاجة ماسة للحب والعاطفة. يجب أن نعلم جميعاً أثر هذه الموضوع في حياتنا، فبهما تلين القلوب كثيراً.. وبها ينتشر التسامح بين الناس.. وبهما تصفو القلوب فيما بينها.. نحن في مجتمع كان لظروفه الطبيعية وأحواله المناخية وتركيبته الجغرافية وصحراويته القاسية أثر واضح في ضمور هذه الخاصية الجميلة في ذواتنا واضمحلالها من تركيباتنا النفسية. ونتيجة لذلك قست قلوبنا وغلظت تصرفاتنا.. وجلفت طبائعنا.. فأصبحنا نبخل بالحس المرهف حتى عن أقرب الناس إلينا وهم الوالدان والزوجة والأبناء وسائل الأهل.

أنني يا عزيزي أغبطك على هذه الخاصية الموجودة لديك فهي ميزة حسنة وخاصية طيبة عليك المحافظة عليها واستخدامها في مواقعها الصحيحة لكن يجب أن لا تختلط عليك الأمور والتصرفات أو السلوكيات فتفشل في التعامل معها فتظن ذلك سببه هو عاطفيتك الزائدة..

تذكر أيها الأخ الكريم أن هناك سلوكيات وحوادث أو تعاملات يجب أن يكون موقفنا منها هو العقل والفكر البعيدان عن العاطفة أو السلوك المحكوم بالعاطفة.. إذ العاطفة في بعض الأحيان لا تكون وسيلة ناجعة لاستخدامها في مواجهة أمور يمكن أن تصادفنا. ألم تر أننا نتعاطى العلاجات والتطعيمات لأبنائنا الصغار على ما فيها من ألم إلا أن المصلحة ملحة في تجنب العواطف التي تمنعنا بدافع الرحمة من ممارسة هذه الوسائل، فالمصلحة هنا هو عدم الانجرار مع العواطف بعكس العقل الذي يجب أن يكون سيد الموقف في مثل هذه الحالات والممارسات.

أختم هذه الاستشارة وأقول استمر على هذه الصفة ولكن بالشرط الذي ذكرت لك وادع إلى الله بالحب وبالذوق وبالعطف فهي بحق أشياء جميلة.

وفقك الله ورعاك

<<  <  ج: ص:  >  >>