للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[انقلب التعارف إلى حب]

المجيب د. فؤاد العبد الكريم العبد الكريم

عضو هيئة التدريس بكلية الملك فيصل الجوية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الحب

التاريخ ١/٦/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

منذ حوالي سنتين تعرفت على شاب من بلدنا على الإنترنت، وكان تعارفنا من أجل وازع ديني، ولكن انقلب التعارف إلى حب، حب أخفيته ولم أصارحه به، ولقد حاولت من خلال دردشتنا على الإنترنت ألا أسمح له بقول ما يغضب الله، وإن لم أفلح أحياناً، أحببته دون أن أراه، وكوني أعرف أن هذه طريقة خطرة، دعوت الله كثيراً أن يرشدني إلى الصواب، ونتيجة لكلامي الكثير معه عن خطأ ما نفعل، وخوفي من أن يخدعني، وخصوصاً بعد مصارحته لي برغبته في الزواج مني، ولكن دون أن يقدم على أي خطوة إيجابية منه، وهذا ما زاد شكوكي وخوفي، وانفصلنا بعد ذلك بعد أن ملَّ من أسلوب حديثي معه بخصوص غضب الله وما شابه والله أعلم، بعد حوالي السنتان كلما أذكره أبكي بشدة، وأحس بشوق له، ومن جهة أغضب من نفسي، كيف وأنا الملتزمة سمحت لنفسي بذلك أن يحدث؟! لا أعرف كيف أتخلص من عدة أحاسيس تنتابني، ومنها ندمي أحياناً على أسلوبي الجاف معه ومنه خوفي من الله ومنه، أريد أن أعرفه، أعرف أن سؤالي ربما يكون غير واضح أو غير كامل التفاصيل، ولكن هل لي بكلمة توقظني من وهم اسمه الحب.

الجواب

أجاب عن السؤال الشيخ/ د. فؤاد العبد الكريم

الجواب:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

فأنصح جميع - الأخوات الفاضلات- بعدم التخاطب والدردشة عن طريق الإنترنت أو غيره مع الرجال، إلا في حدود ضيقة جداً؛ لأن هذه الدردشة قد تبدأ بريئة، بل من أجل الخير، ثم تنتهي نهايات مأساوية محرمة.

وما ذكرته السائلة يؤكد هذا الأمر، فقد بدأت العلاقة بوازع ديني، ثم وصلت إلى حب مزعوم، ثم وعد بالزواج، دون خطوات حقيقية، ثم انتهى بالانفصال، ولا أرى هذا الشاب إلا ماكر خداع، أراد أن يوقعك - أختي- السائلة في شباكه، ولما عرف منك الالتزام والخوف من الله ترك الاتصال بك! بعد أن تلاعب بعواطفك وزعمه حبه لك، فأرى أيتها - الأخت الفاضلة- أن تنسي ذلك المخادع، وأن تستغفري الله -تعالى-، وألا تكرري الأمر مرة أخرى، وألحي على الله - تبارك وتعالى- بالدعاء أن يرزقك الزوج الصالح، واصرفي وقتك فيما يفيد. سدد الله على طريق الخير خطاك، والله أعلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>