للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[تعلق الفتيات بالداعية]

المجيب سعدى بنت يحيى التوم

مندوبة المؤسسة العالمية للإعمار والتنمية.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ العلاقات العاطفية /الإعجاب والتعلق

التاريخ ٢٥/٠١/١٤٢٦هـ

السؤال

أنا مدرسة وأعمل في حقل الدعوة إلى الله - والحمد لله - لي تأثير على الفتيات بشكل كبير، ولكن أحياناً تصادفني مشكلة أن بعض الفتيات يتعلقن بي، وهذا أعزوه لفراغ عاطفي بداخلهن، أرشدوني ماذا أفعل حيال هذه القضية، هل الخلل فيَّ أنا أم فيهن، وكيف أتعامل مع من تكون لديها فراغ أو نقص عاطفي؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم.

الأخت السائلة: وفقها الله.

أشكر فيك حسك الدعوي، وأسأل الله أن يجعلك من مفاتيح الخير، وأن ينفع بك، ومما شكوتِ منه في مقالك يغفل عنه كثير من الدعاة والداعيات وهو ما يسمى بخطر الدعوة إلى الذات، وهذا شأنه عظيم؛ لأن المدعو يربط نفسه بالداعية في وجوده وعدمه، وكثير من حالات الانتكاسة - والعياذ بالله - سببها التعلق الشديد بالداعية، فما أن يغضب أو يحدث بينه وبين المدعو سوء فهم إلا وتجد المدعو يتزعزع ويتراجع عن استقامته. وحل هذه المشكلة - والله أعلم - ما يلي:

(١) إخلاص الداعية لله - تعالى - والدعاء بأن يجعله ممن يدعو إليه على بصيرة وهدى، والمدعو يدعو لنفسه بالثبات.

(٢) متابعة المدعو، ولكن بطريقة غير مباشرة، نعم المدعو في البداية يحتاج إلى من يتابعه، لكن لا يحسسه الداعية بمراقبته له، فلا يربط وجوده في محاضرة أو درس ضرورة لوجود المدعو، بل يعوده أن يحضر حتى لو لم يحضر هو، يحثه على قيام الليل ويحفزه لذلك، لكن لا يسأله دائماً وباستمرار، هل قمت الليل أم لا؟ لأن هذا قد يفقد المدعو الإخلاص - والعياذ بالله - فالمتابعة مطلوبة لكن بدون مبالغة.

(٣) تأكيد مبدأ مراقبة الله - عز وجل - وأنه يرى العبد، وحتى إنه يعلم خطرات قلبه وما يفكر به، فيحث الداعية المدعوين على مراقبة الله - تعالى - في كل أعمالهم، راجعي تربية النبي - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه - رضي الله عنهم -.

(٤) ترسيخ معاني الدين الحنيف في نفس المدعو، وجعله يلم بحقيقة الالتزام بهذا الدين ليحس ويتذوق بنفسه أنه يسلك طريق النور، فيتولد لديه صدق الالتزام والصلابة، وأنت تحتاجين إلى اللين معها والصدق والتودد إليها، قال تعالى: "واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين" [الشعراء: ٢١٥] .

(٥) وأنت - يا أختي العزيزة - تحتاجين إلى رفقة صالحة يكونون معك في هذا الطريق؛ للاستفادة من تجاربهم، والتعاون معهم سوياً في التناصح والعمل؛ لأن الدعوة تحتاج إلى قلب جامع أمام العواطف، وعلم غزير، ومعرفة بنفوس المدعوين، مع الإخلاص لله - تعالى - تقبل الله منك ورزقك خدمته، آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>