للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أدمن على الزنى فرغب عن الزواج]

المجيب د. طارق بن عبد الرحمن الحواس

عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/الزنا

التاريخ ٢٨/١٢/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابتليت وأنا في صغري بكثرة الزنا حتى قبل أشهر، حيث كانت حياتي مرتبطة بالنساء، حيث تدربت على يد بنت الجيران؛ كانت تكبرني بخمس عشرة سنة، وأنا حينها في السادسة عشرة من عمري، وبعدها عرفت طريق الزنى، وأرى كل بنت يسهل التعرف عليها أو يمكن أن تخون، لقد عشعش هذا التفكير على حياتي، ولم أستطع تغييره بكل السبل، لا أخاف من الزواج بل كرهته، وكرهت الكلام والجلوس حتى في العمل، بل أعاملهن أقل درجة (إلا الجنس فهو لغريزتي) ، لجأت لديني بعد أن منَّ الله علي بالهداية. فهل من حل؟

الجواب

الأخ الكريم سلمه الله ورعاه، وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنشكر لك مراسلتك لنا على موقع (الإسلام اليوم) ، ونرجو الله أن تجد منا النفع والفائدة.

والجواب على ما سألت كالتالي:

- فأبارك لك توبتك ورجوعك إلى الله، وهنيئًا لك فرح الله بك وبعودتك إليه، ونرجو الله أن يقبلنا جميعًا عنده ويغفر لنا، ويعفو عنا، ويثبتنا جميعًا على الإيمان والطاعة حتى نلقاه وهو راض عنا.

- نعم، هناك حل ودواء لما تشكو منه؛ فإن الله ما أنزل من داء إلا وله دواء، ونحمد الله أن شرح صدرك للطاعة، ولبغض المعصية، وهذا أول الطريق الذي يسلكه العبد الجاد في التوبة والبعد عن المعصية، إن وجود الرغبة الملحة لترك المعصية ولبغضها هو الوقود- بعد عون الله- للانتصار على النفس الأمارة بالسوء، فأبشِرْ بخير، واعلم أنك بحاجة إلى أن تنتبه لبعض الأمور التي سوف أقترحها عليك للفوز بالنفس المطمئنة، وانشراح الصدر بالطاعة وكراهية المعصية، ومن ذلك:

١- أكثر من تذكر بشاعة تلك الجريمة؛ ليزداد بغضك لها ونفورك منها، لاسيما إذا تذكرت لو أن المزني بها أمك، أو أختك، أو زوجتك، أو بنتك، فهل ترضاه لهن؟ لاشك أنك لا ترضاه، وكذلك الناس لا يرضونه لنسائهم.

٢- أؤكد عليك أهمية الزواج ووجوبه عليك؛ ليعصمك من الرجوع إلى ذلك الذنب مرة أخرى؛ لأن فيه غنية وعفافًا، وليس بصحيحٍ نظرتك إلى الزواج وكراهيتك بناء على نظرتك السوداء للنساء بحكم تجاربك معهن، فإن النساء ليسوا سواء، وكذلك الرجال، والناس يقولون: أصابعك ليست سواءً. وكذلك الحال في الناس؛ ليس كل من وقع في فاحشة أو خيانة يكون الناس كلهم كحاله، فتأمل هذا جيدًا، واعلم أن في الأمة من النساء الخيرات الصالحات القانتات من يسرك عفافهن وحشمتهن ودينهن، فلا بد من أن تقدم على الزواج عاجلًا وليس بآجل.

<<  <  ج: ص:  >  >>