للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما الطفل فيجب عليك الالتقاء به والتحدث معه والتحبب إليه بالكلمة اللطيفة والابتسامة الجميلة حتى يرتاح إليك ويثق بك ومن ثم يسهل عليك مصارحته بأفعاله وإعطائه جرعة أكبر من الثقة بالنفس ليثق في نفسه وتعلوا همته ومن ثم يستطيع رفض مطالب هؤلاء المجرمين وكراهيتهم وأنهم لا يستطيعون إخافته أو تهديده.

المرحلة الثانية من العلاج وهي مرحلة متأخرة عن الأولى قليلاً خاصة إذا رأيت تمادياً في ذلك العبث وهذا الجرم بحق هذا الطفل وهو التدخل في الأمر وإيصال خبره إلى والد الطفل فهذا من الأمانة ومن حقه عليك كأخ مسلم لك.

دورك هنا ليس فقط إيصال الخبر للأب بل بالجلوس معه ومناقشته والتوضيح له أن أسلوب العقاب والزجر القاسي الذي يتبعه مع أبنائه هو الذي أوجد مثل هذه المشكلة إذ لو كان هذا الطفل لا يخاف من أبيه لأخبره بالأمر من حين البداية وقبل الدخول إلى أوحال اللواط والفاحشة. إن شدة الأب وقسوته يجب أن تتغير وتتبدل إلى اللين والمفاهمة والمناقشة مع الأبناء كي يشعروا بالأمان معه وليس بالخوف والفزع والرهبة منه.

هذه المفاهيم يجب عليك إيصالها إلى ذلك الأب كي يتعدل سلوكه ويحنوا على أولاده إذ القسوة لم تكن أبداً وسيلة تربوية ناجحة مع الأولاد.

شكر الله لك سعيك ووفقك.

وأعلم وفقك الله أن مشكلة اللواط من المشاكل التي توجد في الكثير من المجتمعات وعلى مر التاريخ حتى أن الله سبحانه وتعالى أرسل أحد رسله إلى قومه لا لشيء إلا لعلاج هذه المشكلة التي أصبحت بحكم الظاهرة المشاهدة والمتفشية في كل مكان وعند كل مجموعة من الأفراد في ذلك المجتمع المريض، أرسل الله سبحانه وتعالى نبيه لوطاً عليه الصلاة والسلام إلى قومه لأنهم بانحراف طباعهم جاءوا بشيء لم يسبقهم إليه أحد وهو فاحشة اللواط والتخلي عن الاستمتاع بالنساء بل المتعة لا يرونها إلا في هذا العمل المشين.

وقد ظلت النظرة إلى هذا العمل نظرة ريبة ومقت وازدراء في كثير من المجتمعات لما تتسم به من مخالفة ظاهرة وواضحة للفطرة السليمة التي خلق الله الخلق عليها، ولذلك بقيت هذه الفاحشة محل تستر وخفاء ومكان مظلم لا يجرؤ الإنسان المنحرف أو الشاذ إلى فعله إلا مختفياً عن الأنظار ومبتعداً عن الضوء كي لا يفتضح أمره أمام الملأ، ولشدة مقتها وبعدها عن النظرة السليمة والخلق المستقيم والذوق المعتدل قد لا يتصور الإنسان النظيف أنه يمكن أن تكون لديه الشهوة الجنسية مع إنسان ذكر، ولذلك يقول عبد الملك بن مروان " والله لولا أن أمر اللواط " الشذوذ الجنسي" ورد ذكره في القرآن لما صدّقت أن ذكراً يعلو ذكراً " ولسوء هذه العلة القبيحة كان جزاء المرتكب لها في جميع الأديان هو القتل إذ هو يعتبر كالجرثومة التي تنخر في جسد الأمة وفي جسم المجتمع ولا صلاح لها إلا بالخلاص منه واجتثاث أصوله.

<<  <  ج: ص:  >  >>