للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سلوك غريب من طفل صغير!]

المجيب د. أمين صبري نور الدين

(علم النفس/ كلية العلوم جامعة الإمام)

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/ انحرافات سلوكية/اخرى

التاريخ ٢٢/٠٤/١٤٢٧هـ

السؤال

أنا مديرة لرياض أطفال. وأواجه الآن مشكلة وهي أن أحد الأطفال الذكور يمسك أعضاء أصدقائه وقت اللعب، أرجو إفادتي بالحل الأمثل؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:

الأخت الفاضلة: ينبغي قبل تقديم حل لتلك المشكلة الوقوف عليها، وبيان تفسير هذا السلوك، لأن هذا الموضوع جدير بالإجابة عليه، فالطفل في هذه السن يتسم دائما بحب الاستكشاف، وملوع بحب الاستطلاع، ولا يدرك -عادة- مغزى ما يفعله، ولا مدلول ما يرتكبه، فهو يريد أن يعرف كل شيء، ويجرب كل شيء.

فالمعرفة عند الطفل بلا حدود ولا حواجز، والاستكشاف عنده لا حد له، سواء بالقول، أو بالعمل والممارسة. ولكن تكمن المشكلة في أن يخترق باستكشافه المحظور عند الكبار. فدائما نجده يسأل عن كل شيء، حتى عن الحمل، والولادة، ويسأل أيضا عن ذات الله عز وجل. ويستكشف بيديه كل شيء حتى مواطن الخطر، مثل عيدان الثقاب، ومقابس الكهرباء، وتحسس أعضائه، وأعضاء زملائه في المدرسة.

هنا تكون الحيرة، كيف نجيب على أسئلة الطفل المحرجة، أو كيف نتصرف إزاء تصرفاته المحرجة؟ على الأم أو المدرِّسة في تلك الحالة منع الطفل من فعل هذا السلوك -المشين بالنسبة لنا أو العادي بالنسبة له- لكن بدون نهرٍ أو زجر له بحيث لا يشعر بالمنع وإنما صرف نظره إلى شيء آخر ولا يكون ذلك أمام الأطفال الآخرين حتى لا يلحظوا هذا فيقلدوه.

ومن حسن الحظ أن الأطفال في هذه المرحلة يمكن توجيه اهتمامهم، وتشتيت انتباههم إلى شيء آخر.

على الأخت الفاضلة مديرة المدرسة أن تتصل بأسرة الطفل للتشاور معهم، وسؤالهم عما إذا كان يكرر هذا السلوك في البيت أيضا، ولكي تتعاون الأم مع المدرسة في التخلص من هذا السلوك ومن الجيد أن تقوم الأم بتعديل هذا السلوك، بتوجيه الطفل إلى أن الأفضل هو فعل كذا، أو ترك كذا، دون أن يشعر أن للمدرسة دور حتى لا يشعر بنوع من الحرج أمام المدرِّسة. والله الموفق.

<<  <  ج: ص:  >  >>