للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يُرغماني على الدراسة وأنا لها كارهة

المجيب هند بنت سالم الخنبشي

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم

التاريخ ٢٨/٠٢/١٤٢٧هـ

السؤال

تقدم لخطبتي شاب على خلق ودين -أحسبه كذلك والله حسيبه- فقال له والداي بأني أريد إكمال دراستي دون أن يأخذا رأيي. وبعد مرور عام أو أكثر أخبرتني أمي بذلك لا لتستشيرني ولكن لتوضح لي أن أبي يهتم بأمر دراستي، علماً أني وقبل معرفتي بالموضوع لا أريد إكمال الدراسة في الجامعة؛ لأني أرى أن فيها إضعافاً لديني.. فأنا الآن أدرس في الكلية ولكن رغمًا عني، فقد أصبحت لا أطيق التحدث إليهما؛ لأني أشعر أنهما ظلماني، ولا أريد أن أكون عاقة، وكل ما أريده العفة، فأنا أعيش صراعا نفسيا مريراً. فأرشدوني ماذا أفعل؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

فكل فتاة ترغب في الزواج من كفء ذي خلق ودين، لكن عليك -يا أختي- أن تنظري للموضوع من جميع الأبعاد، فالوالدان أدرى بمصلحة ابنتهما من البنت نفسها، فقد يكون سبب رفض الوالدين ليس إكمال الدراسة كما تظنين، بل لعل سبباً آخر اجتمع مع هذا السبب فرفض والدك زواجك ... لعلهما علما في الشاب عيباً لم يفصحا لك عنه، أو كانا يتمنيان أن تكوني في سن أكبر من سنك الذي خطبتِ فيه؛ حتى تتمكني من تحمل مسؤولية الزواج ومواجهة أعباء الحياة، ثم إنك لا تعلمين ما الشر الذي صرف عنك، فربما لو تزوجت من هذا الشاب قد تواجهك مشاكل معه أو مع أهله، أو ينزل بك مرض أو ضائقة، فأنت لا تعلمين أين الخير، ودائماً أوصيك بسؤال الله الخير أينما كان، سواء كان في الزواج أو عدمه؛ لأن الله قد يصرف عن الإنسان سوءاً كان يظن هذا الإنسان أنه الخير بعينه، ثم اعلمي -يا أختي- أن والديك لا يرغبان في إبقائك عندهما عضلاً لك أو تحكماً فيك، إنما يفعلان ما يفعلانه لأنهما يريان أنه الأنسب..

أختي الحبيبة: لو أن شخصاً يقدم لك المساعدة لمدة طويلة، ويقدم لك كل ما تحتاجين، ويسارع في تلبية ما ترغبين، وفي يوم ما أخطأ أو قصَّر في حق، ألا تغفري له هذا الخطأ وتتذكري حسناته؟! فكيف بمن هو أعظم صاحب فضل عليك بعد الله، (والداك) ؟! هل ما حصل منهما ينسيك تعب أمك في حملها وولادتها بك، وسهرها معك ورحمتها وشفقتها بك، وتألمها لتألمك وتفضيلك على نفسها، واهتمامها بكل شؤونك وحرصها على تربيتك وتضحيتها من أجلك؟! أم أنساك ما حصل تعب والدك وجهده ليسعدك أنت وأخواتك، وتكدره إذا قصر عليك أو على إخوتك، وتألمه إذا لم يجد طلباً لك، وخوفه عليك في مرضك ورحمته وشفقته؟!

هل نسيت كل هذا؟! هل الموقف جعلك تتنكرين لكل هذا وأصبحت كما تقولين: "لا تطيقين التحدث إليهما.. أين البر؟! لا تظني أن البر فقط في أوقات الرضا وأوقات الإمكان، بل البر يكون فيما يكره الإنسان ويصعب على نفسه. فعودي لنفسك واستغفري الله عما بدر منك، وتوبي توبةً نصوحاً؛ فبر الوالدين من أعظم القربات، وأخلصي النية لله، وثقي به ثقة تامة أنك إذا قمت بما عليك وأرضيت والديك فإن الله لن يخيبك..

أسأل الله أن يهدي قلبك، ويرزقك زوجاً صالحاً ... آمين.

<<  <  ج: ص:  >  >>