للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أرغمت على الدراسة في كلية لا ترغبها]

المجيب د. خالد بن سعود الحليبي

وكيلة جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالأحساء.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات تربوية وتعليمية/قضايا التعليم

التاريخ ٢٢/١٠/١٤٢٥هـ

السؤال

كيف أستطيع المذاكرة في كلية الطب التي دخلتها رغماً عني، لمجموعي الكبير عندما كنت متفوقة، وأنا الآن فشلت فيها، وأصبحت أكره الدراسة بعد أن كنت الأولى دائماً وأنا صغيرة، ولقد مرضت، بل وكرهت كل شيء، وفقدت الثقة في نفسي. فماذا أفعل؟.

الجواب

أختي الكريمة: السلام عليكم ورحمة الله. أما بعد:

فإن سؤالك يدل على أنك تتمتعين بموهبة وإبداع، ذلك لأنك تمتلكين الآتي:

١ـ العقل الذكي؛ بسبب حصولك على درجات أهلتك لدخول كلية الطب، وفي بلد مثل بلدك والمعروف عنها أن مستوى التعليم فيها متقدم لدرجة قصوى.

٢ـ النفس الحرة، التي لم ترضخ لإرغامك لها بالدخول في كلية لا تناسب رغباتك، ولذلك لم تستطيعي الإكمال.

٣ـ حرصك على إيجاد حل لمشكلتك، وهو دليل ذكائك الاجتماعي والعاطفي.

كل ذلك مما يعزز ثقتك بنفسك، وما حدث لك يحدث لكل المبدعين حين يوجهون تيار العلم والقدرة الذاتية المندفع في دواخلهم إلى غير اتجاهه، فعليك الآن أن تفعلي التالي دون أن تضيعي مزيداً من الوقت:

١ـ اغسلي عن ذهنك كل شهور الفشل الدراسي في كلية الطب.

٢ـ استحضري باستمرار في جلسات هدوء كل إنجازاتك العلمية السابقة حامدة شاكرة، وعيشي لحظات القوة والتفوق كأنك تعيشينها حقيقة، وللتو حصلت لك.

٣ـ غيِّري تخصصك إلى تخصص يناسب رغباتك -ما دام ذلك مما يرضى الله عنه - وأقنعي من حولك بذلك؛ حتى يكونوا عوناً لك لا عليك. فالإبداع الحقيقي لا يتحقق بالإرغام، وإنما بالرغبة.

٤ـ ابدئي مشوارك العلمي الجديد بثقة وطموح كما كنت من قبل وأكثر.

٥ـ توكلي على الله، "ومن يتوكل على الله فهو حسبه" [الطلاق:٣] .

وفقك الله وسدد خطاك، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

<<  <  ج: ص:  >  >>