للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الجدية مع الناشئة!!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/مشكلات دعوية

التاريخ ٤/٥/١٤٢٢

السؤال

أن المتأمل في حال الناس بصفة عامة والناشئة بصفة خاصة يلحظ بعدهم كل البعد عن الجدية وإغراقهم في الهزل واللعب وتافه الأمور!!! ومن أراد التغير هل يعتمد على الجدية وهو يعلم أنه بهذا لن يستمروا معه في الطريق أم يعتمد على الترويح والتلطف لهم مع بعض التجاوز عن زلاتهم في سبيل بقائهم معه وبعدهم عن الشر لكن سيكون تغيرهم متأخر وتكوينهم ركيك.

ملاحظة: أنا أعمل في حقل دعوة الناشئة.. أرجو التكرم بالرد ولكم جزيل الشكر..

الجواب

اشكر لك ثقتك. واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد

أما عن استشارتك فتعليقي عليها من وجوه:

أولاً: غلبة الهزل وعدم الجدية.. وربما السطحية على كثير من الناس.. هو أمر ملحوظ.. ومشاهد.. وأسباب ذلك كثيرة ومتداخلة وليس هذا مجال بسطها.. وهنا يكون التحدي أمام من يحملون هم الدعوة والإصلاح كبيراً.. ويتطلب عملهم قدر كبير من المهارة في التعامل والاستقطاب.. والتحفيز.

ثانياً: التغيير يا عزيزي.. لا يأتي في يوم وليلة.. وتأكد أن الذي يأتي سريعاً يذهب سريعاً.. والعبرة هنا في النهايات والقناعات الثابتة والراسخة.. أما المسايرة والالتزام الشكلي.. دون انتماء حقيقي للمنهج واعتزاز كبير فيه واستعداد لتحمل تبعاته.. فلا يعول عليه.

ثالثاً: لكل ذلك.. فالتعامل مع الناشئة يحتاج إلى سعة بال وطول نفس.. وتحمل لنزقهم وهزلهم أحيانا.. بل وفتح المجال لهم لذلك حتى لا يملوا..فهم أبناء زمانهم ومرحلتهم.. والنفس ـ أخي الكريم ـ جبلت على رفض القيود الكثيرة..!! خاصة وأن البدائل السيئة متوفرة بكثرة.. ودواعيها أكثر من أن تعد.!!

رابعاً: نخطئ كثيراً بتصورنا ـ أحياناً ـ أننا نستطيع أن نبرمج حياة هؤلاء الناشئة بشكل آلي.. فيكون للحديث وقت وللدعابة وقت وللابتسامة وقت وللالتفات وقت.. وللجلوس.. وللقيام..!! هذا من دواعي نفورهم.. ولذلك هم يستمروا ما دام المقابل يملك الأريحية وسعة البال.. والتغاضي أحيانا وعدم التدقيق الصارم على كل شاردة وواردة.. خاصة في لهوهم وتعليقاتهم وضحكاتهم البرئية.. وحبذا لو وضع البرنامج مفتوحاً يتخلله أوقات الجد.. وليس العكس.

خامساً: يكفيك ـ أخي الكريم ـ شرفاً.. وأجرا عند الله تعالى إبقائهم معك بعيدين عن مواطن الزلل والانحراف.. وتأكد أن للمرحلة ظروفها.. فمتى ما تجاوزوها وهم وسط هذه الأجواء الطيبة.. فسيستعدون تكوينهم الجاد الإيجابي بإذن الله.

وفقك الله وسدد على طريق الخير والحق خطاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>