للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[الاستهزاء بالملتزم]

المجيب عبد الله بن فهد السلوم

مدرس بثانوية الملك سعود

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ ١٧-٥-١٤٢٤

السؤال

فضيلة الشيخ أنا شاب حديث عهد بالتوبة، وهنالك مشكلة تؤرقني فأكاد أفقد الراحة في بعض الأحيان بسببها، مشكلتي باختصار: حين أذهب لأقضي بعض الوقت مع أقاربي (أبناء خالي، وأبناء عمي) أرى منهم بعض المضايقات ومنها:

(١) احلق لحيتك، أو خففها، أو هذبها.

(٢) كل ما أفعل شيئاً يقولون: انتبه حرام كيف تفعل هذا (وهي أشياء عاديه) .

(٣) المطوع جاء والمطوع راح وحلال وحرام هذا هو أسلوبهم في أغلب الوقت معي، إذ الاستهزاء بالملتزمين هو ديدنهم، كأنهم يريدون إبعادي عما أنا فيه، ولا يصبرني سواء واحد منهم وهو ملتزم.

فأرجوك يا شيخ إرشادي لما فيه مصلحتي وثباتي.

الجواب

إلى أخي الكريم ... التائب وفقه الله،

ذكرت في سؤالك أنك جديد عهد بالتوبة، وأنه يوجد من يضايقك باللحية، والمطوع، والحرام والحلال، والجواب: اعلم أخي العزيز أن طريق الجنة عزيز وغال، ويحتاج إلى صبر وتضحيات، ولقد أوذي الأنبياء والصحابة والعلماء، ولا بد من هذا، والمؤمن الحق هو الذي لا تزيده الابتلاءات والاستهزاء إلا ثباتاً، ورجوعاً إلى ربه، وتمسكا بدينه، واعتزازاً به، والمسلم مطلوبه عظيم لا يبيعه لو عرضت عليه الدنيا كلها بحذافيرها،، وأما طريق التعامل فعليك بالآتي:

١.عليك بطلب العلم بالتدريج به.

٢.كثرة العبادات من صلاة النوافل والصيام والحج والعمرة.

٣.قراءة القرآن بتدبر وتدرج في الحفظ.

٤.مجالسة رفقة صالحة تعينك وتذكرك وتثبتك.

٥.لا تجلس مع هؤلاء المستهزئين إلا في حال عارضة كالمناسبات.

٦.إذا سمعت الاستهزاء فعليك بالرد اللين، وتجمل بالصبر، واترك عنك الشدة وردود الأفعال، وإذا ضاق بك المقام فقم واترك المجالسة.

٧.الشيطان يكيد لك، فيوسوس لك بالرجوع والانتكاس لتسلم من الاهتزاء، فالحذر الحذر، وأسأل ربك الثبات، وألح عليه بكثرة الدعاء.

٨.حاول أن تجلب لهؤلاء المستهزئين من يبصرهم ويتحبب إليهم ويحذرهم من مغبة الاستهزاء وأنه قد يصل بالإنسان إلى الكفر، لأن هذا دين الله: اللحية وغيرها.

٩.لا تقلق وانظر لهؤلاء بمنظار الرحمة، كيف أن الشيطان أغواهم، وافرح بما أنت عليه من عمل الصالحات، وأن الله منّ عليك بالاستقامة، وجدد إيمانك بشكر الله، وكن عزيزاً بدينك، واثقاً بربك، تحمل هم الإسلام والمسلمين ودعوتهم.

أسأل الله لك الثبات والتوفيق.

<<  <  ج: ص:  >  >>