للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[مفهوم التدين]

المجيب خالد بن حسين بن عبد الرحمن

باحث شرعي.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ ٢٦/٨/١٤٢٤هـ

السؤال

السلام عليكم.

أريد أن أصبح متديناً، لكنني أشعر بقليل من الخوف، ما هو تعريف الشخص المتدين؟ وكيف يصبح المرء كذلك؟ وفيما إذا أصبحت متديناً، هل يجوز لي أن ألعب وألهو مع أصدقائي؟.

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا للإسلام، وعلمنا الحكمة والقرآن، وما كنا لنهتدي لولانا أن هدانا الله، والصلاة والسلام على إمام المتقين، وقدوة الناس أجمعين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:

إلى الأخ السائل: - حفظه الله ورعاه- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

بداية أشكر لك ثقتك البالغة واتصالك بنا عبر موقع الإسلام اليوم، ونتمنى منك دوام الاتصال والمراسلة على الموقع، ومرحباً بك أخاً في الله على طريق الحق.

لقد قرأت سؤالك وسرني جداً حبك للدين وحرصك على أن تكون من المتدينين الملتزمين بشريعة رب العالمين، والمتمسكين بهدى سيد المرسلين نبينا محمد- صلى الله عليه وسلم-.

ولكن لماذا الخوف؟ ومن أي شيء تخاف؟ يبدو أن فكرتك عن الالتزام والتدين فكرة خاطئة، هذا يظهر من سؤالك وخصوصاً الفقرة الأخيرة منه.

يا أخي الكريم: أتخاف لأنك تريد أن تسلك طريق الحق، طريق الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.

أتخاف لأنك تريد أن تكون من عباد الله المخلصين، الذي هم للخير فاعلون وللشر تاركون؟ أتخاف لأنك تريد أن تسير في ركب محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم- وتلحق بأولئك الصحب الكرام، ومن تبعهم بإحسان؟ لماذا تخاف إذاً وأنت قدوتك محمد - صلى الله عليه وسلم- إن هذا الخوف الذي عندك إنه من الشيطان ليثبطك حتى لا تسير مع تلك القافلة المباركة، وتلك الثلة الطيبة، قال تعالى: "إنما ذلك الشيطان يخوف أولياؤه فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين" [آل عمران: ١٧٥] .

فدع عنك هذا الخوف، وامتط صهوة جوادك والتحق بالركب المبارك ثبتنا الله وإياك.

أما عن سؤالك ما هو الشخص المتدين فهو باختصار شديد: هو من يفعل الخير، ويترك الشر، ويبعد عن الخلاف، وعندما تصبح متديناً يجوز لك أن تلعب وتمرح وتمزح مع أصدقائك، وكان هذا هدي النبي - صلى الله عليه وسلم- مع أصحابه الكرام رضوان الله عليهم جميعاً، ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين، فالتدين لا يمنعك من فعل هذا كله، لكن بضوابطه الشرعية، فعليك بقراءة سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم- وسيرة سلفنا الصالح وسترى ما يشرح صدرك. هذا والله أعلم.

نسأل الله أن يوفق الجميع لما يحب ويرضى. وصل اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

<<  <  ج: ص:  >  >>