للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يمنع أولاده الخروج لصلاة الجماعة، فهل هو محق؟!]

المجيب عبد العزيز الشبل

المعيد بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/عقبات في طريق الهداية

التاريخ ٢٠/٢/١٤٢٥هـ

السؤال

لدينا أب يمنع أولاده من الصلاة في المسجد، وأعمارهم: الكبير ١٣ سنة، والأوسط ١٠ سنوات، والأصغر ٧ سنوات؛ بسبب كثرة مشاكلهم، فهم يضربون الأولاد، ويعملون كثيراً من المشاكل لأهلهم مع الجيران، والأب ليس دائماً يصلي في المسجد، وليس دائماً يكون في الحي، فهو يخرج أحياناً من العصر إلى ما قبل الساعة ١٢ ليلاً، فهل تجعلهم يصلون في البيت لتكف شرهم عن الناس وشر الناس عنهم؟.

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

مرحلة الطفولة مرحلة خصبة لتعليم الأبناء العبادات والأخلاق الفاضلة، وهي الوقت المناسب لغرس القيم الإسلامية في الطفل.

وقد مدح الله نبيه إسماعيل بقوله:"وكان يأمر أهله بالصلاة ... " [مريم:٥٥] ، وقال لنبيه - صلى الله عليه وسلم-:"وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.." [طه:١٣٢] .

وقد جاء الأمر لأولياء الأبناء بأمر أبنائهم بالصلاة إذا بلغوا سبع سنين، وضربهم عليها إذا بلغوا العاشرة (كما عند الإمام أحمد (٦٧١٧) وأبي داود (٤٩٥) وغيرهما) ، وإذا فوّت ولي الصبية هذه الفرصة فإنه سيتعب معهم إذا كبروا؛ لأنهم لم يعتادوا على هذا الأمر، وقد روى البيهقي في السنن الكبرى (٤٨٧٤) عن ابن مسعود - رضي الله عنه- أنه قال:"حافظوا على أولادكم في الصلاة، وعلموهم الخير، فإنما الخير عادة".

وقال ابن عمر - رضي الله عنهما- لرجل:"أدِّب ابنك؛ فإنك مسؤول عن ولدك ماذا أدبته، وماذا علمته؟ " رواه البيهقي في السنن الكبرى (٤٨٧٨) .

وقد قيل:

وينشأ ناشئ الفتيان فينا:: على ما كان عوّده أبوه

وكلما كبر الابن كان الأمر بالنسبة له آكد، فابن الثالثة عشرة، ليس كابن السابعة، وإني أنصح أختك أن تواصل جهادها مع أبنائها، وتحثهم على الصلاة، وترغبهم فيها بسائر المرغبات، وأن تحاول مع زوجها لكي يساعدها على هذه المهمة، كما أنصحها بأن تتصل بإمام المسجد وأن توصيه بأبنائها.

وأما المشاكل التي تحدث بين الأبناء وأبناء الجيران، فهي مشاكل يندر أن ينفكّ عنها الأبناء، وليس معنى ذلك ألا تقوم الأم بدورها في تربيتهم، ولكن قصدي ألا يضايقها هذا كثيراً، لأن مثل هذه الأمور تكثر عند الأطفال، بسبب طبيعة الطفل ونفسيته في هذه المرحلة، وحتى لو منعتهم من الذهاب إلى المسجد من أجل ذلك فهل ستمنعهم من الذهاب إلى المدرسة لكي لا يحدث منهم مشاكل داخل المدرسة أو حال خروجهم منها؟

ولكن إذا كان هناك مشاكل كبيرة فعلاً، أوخطر على الأطفال حال ذهابهم إلى المسجد ورجوعهم منه فإنها تجعلهم يصلون عندها في البيت حفاظاً عليهم. وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

<<  <  ج: ص:  >  >>