للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[داء العجب والرياء]

المجيب محمد بن إبراهيم الحمد

عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الإخلاص والرياء

التاريخ ١٢/٣/١٤٢٥هـ

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... كيف الخلاص من الرياء والإعجاب بالنفس والكبر واحتقار أعمال الآخرين (وتعظيم أعمالك القليلة) واختلاف الظاهر عن الباطن أود منكم إجابة دقيقة وواضحة تبين علاج لكل صفة بالتفصيل. وشكرا:

الجواب

الحمد لله أما بعد: فإن مثل هذه الأحوال قد تعتري بعض الناس خصوصاً في بداية استقامته وجدِّه في توبته وإقباله على لله - عز وجل -، حيث يتسلط عليه الشيطان، ويلقي في قلبه الوساوس. والذي يعين على التخلص منها أن يستعيذ الإنسان من الشيطان الرجيم، وأن يقبل على ربه - جل وعلا - وأن يكثر من الدعاء، ويستحضر عظمة الرب، وأن قلوب العباد بين أصبعين من أصابع الرحمن يقلبها حيث يشاء.

ومما يعين على التخلص من الرياء أن يعلم المبتلى بذلك أن الناس لا ينفعون ولا يضرون، بل النافع الضار هو الله وحده. ومن أعظم ما يعين على ذلك أن يعلم الإنسان أن الرياء يحبط العمل كما جاء في صحيح مسلم (٢٩٨٥) عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم - قال: " يقول الله - تبارك وتعالى - أنا أغنى الشركاء عن الشرك، من عمل عملاً أشرك فيه معي غيري تركته وشركه ". وخرجه ابن ماجه (٤٢٠٢) ولفظه: " فأنا بريءٌ، وهو للذي أشرك ".والأحاديث، والآثار في هذا يطول ذكرها، والمقام لا يتسع للإطالة، وأدلك على شروح حديث "إنما الأعمال بالنيات" وخصوصاً شرح الحافظ ابن رجب - رحمه الله - في كتابه (جامع العلوم الحكم في شرح خمسين حديثاً من جوامع الكلم) . والحديث المذكور هو أول حديث في ذلك الكتاب، وفيه من الفوائد واللطائف ما يكفي ويشفي. أما الإعجاب بالنفس فعلاجه بالنظر في عيوبها، وبالإكثار من الأعمال الصالحة، والتزود من العلم النافع؛ لأن الإعجاب، نتيجة للنقص؛ فإذا حرص الإنسان على تكميل نفسه سلم من هذه الآفة. وأما احتقار الآخرين فلا يليق بالعاقل، بل اللائق أن يحسن الظن بهم، وأن ينزلهم منازلهم قال التابعي الجليل - أبو حازم - رحمه الله -: " أرجى خصلة للمؤمن أن يكون أخوف الناس على نفسه، وأرجاهم لغيره ".وأما اختلاف الظاهر عن الباطن فإنه نفاق، ولكن قد يكون وسوسة تشعر بها. وقد يكون شعورك وخوفك من النفاق دليل إيمان وصدق؛ لأن النفاق لا يخافه إلا مؤمن، ولا يأمنه إلا منافق كما قال الحسن البصري - رحمه الله -.

<<  <  ج: ص:  >  >>