للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[يعاني سرعة الغضب والشجار مع والديه]

المجيب عبد الله عبد الوهاب بن سردار

إمام وخطيب جامع العمودي بالمدينة المنورة

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/تربية النفس

التاريخ ٨/١/١٤٢٥هـ

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بالنسبة لمشكلتي هي أنني كثير الشجار مع والديّ، وأنا من الشباب الحريصين على الخير والطاعة، لكن لا أعلم ماذا أفعل؟ فأنا سريع الغضب، ولا أقوى على إمساك غضبي، مع أنني أعرف حق المعرفة التهديد والوعيد الإلهي لعاق الوالدين، وكذلك فإنني أشعر بالملل، والسأم، وأقوم بإهمال دراسة العلوم الدنيوية مع اهتمامي بالعلوم الشرعية، والطامة الكبرى التي أعاني منها هي أنني أريد الارتقاء بإيماني، لكني أشعر أن إيماني في الحضيض، فأنا لا أخشع كثيراً في الصلاة، وعند قراءة القرآن لا تدمع عيناي، وكأني أحس بأن قلبي كالصخر الشديد التصلب، وكذلك فإني لا أجد بركة في الوقت، هذا بالنسبة لمشكلتي، وأرجوكم كل الرجاء ألا تبخلوا عليَّ بدواء أو نصيحة؛ لعل الله أن يكتب الشفاء لي على أيديكم ... -وجزاكم الله خيراً-.

الجواب

الأخ الفاضل: - وفقه الله- وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

أهنئك على الالتزام بالدين، وأسأل الله أن يزيدك إيماناً وهدى.

أولاً: بخصوص الشجار مع والديك، وسرعة الغضب معهم لا شك أن هذا السلوك ناشئ عن قصور معين لديك، لذلك أنصحك بما يلي:

- كثرة القراءة، والسماع حول موضوع بر الوالدين وعقوقهما فإن كثرة ذلك تسبب تأثيراً طيباً، وسداً لنقص وقصور موجود في قلبك، وهذا الأمر مجرب.

- تذكَّر في كل تعامل مع والدك الآثار الحسنة لبر الوالدين، والآثار السيئة لعقوق الوالدين فمن ذلك: تذكر أن البار موفق في دنياه وأخراه، بينما العاق يحرم من خير كثير، وتذكر أن الجزاء من جنس العمل، فمن قام ببر والديه هيأ الله له أولاداً يقومون ببره، ومن عق والديه أسخط الله عليه أولاده، وتذكر أنك بعقوق والديك تشوه سمعة المتمسكين بالدين، وسمعة الملتزمين بالدين، وهذا صد عن سبيل الله، وتذكر أنك ببرك لوالديك تكون داعياً إلى الله بعملك، ومحبباً للناس في الالتزام بدين الله، وهذه دعوة إلى الإسلام والالتزام، ولكن بصمت، وتذكر أنهما بابان تدخل منهما إلى الجنة.

- صاحب أناساً بارين بوالديهم، وجالسهم، واقرأ قصصهم، وسيكون لذلك أثر طيب عليك - إن شاء الله-.

ثانياً: بخصوص إهمالك العلوم الدنيوية مع اهتمامك بالعلوم الشرعية.

-الاهتمام بالعلم الشرعي أمر حسن، وتشكر عليه.

- عدم اهتمامك بالأمور الدنيوية له حالات: فإذا كنت متخصصاً في العلوم الدنيوية كالطب والهندسة، والحاسوب، والزراعة، والفيزياء، وغير ذلك، ومع ذلك لا تهتم بهذا التخصص، فهذا لا شك أنه خطأ؛ لأن اهتمامك يرفع مستواك، وهذا أمر تحتاج إليه الأمة المسلمة؛ ولأن اهتمامك يعطي صورة حسنة عن المتمسكين بالدين؛ ولأن عدم اهتمامك بتخصصك قد يؤثر على أمانتك في عملك، وبالتالي قد يؤثر على شرعية مالك الذي تكسبه من العمل في هذا التخصص، أما إذا لم تكن متخصصاً في هذه العلوم الدنيوية فالأمر سهل.

ثالثاً: بخصوص ضعف الإيمان:

- يجب أن تعرف أن هذا الشعور يشعر به عدد كبير من الناس، فلا تظن أن المشكلة مصيبة لم تحدث من قبل، وأنا أحب أن تعطي الموضوع حجمه المناسب.

- هناك أشياء تزيد الإيمان، وترقق القلب، فاحرص عليها، وإذا عملتها، ولم تجد تحسناً فاصبر؛ حتى يأتي الله بالفرج.

- حاول واجتهد، وكرر المحاولة، ولا تيأس.

أسأل الله أن يجعلك من عباده الصالحين، والسلام عليكم ورحمة الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>