للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[حائر.. مع أخي!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات دعوية وإيمانية/ قضايا إيمانية/الصبر

التاريخ ١/٥/١٤٢٢

السؤال

إخواني القائمين على هذا الموقع.. أحب استشارتكم بأمر لا أعرف كيف أتعامل معه.. ولكن لثقتي وتقديري لكم رأيت استشارتكم. نحن أسرة عربية تسكن في أحد البلدان الخليجية.. ولي أخ شقيق قضى حوالي سبع سنوات في دولة أوربية.. كانت تلك السنين شاقة عليه.. وواجه فيه كثيراً من الصعاب والمشاكل التي سببها الرئيسي أنه كان يعيش هناك بلا إقامة شرعية.. تلك الظروف تركت في نفسه أثراً واضحاً من الضيق والتذمر على الدنيا وعلى حظوظه فيها.. وكثيراً ما يردد ذلك في أحاديثه٠٠ استطعنا من فترة قريبة استصدار كرت زيارة له في البلد الذي نحن فيه.. وترك تلك الدولة الأوربية وحضر إلينا ولكنه دائم القلق على مصيره.. خاصة وأنه لا يستطيع الآن العودة إلى الدولة الأوربية التي كان فيها.. ولا يستطيع استخراج إقامة دائمة في البلد الذي نحن فيها.. ويشعر أنه معلق.. وأنه لا يملك إقامة شرعية في أي بلد في العالم..!!! حدثني أكثر من مرة.. بان ما يحدث له.. هو انتقام من الله حيث ذكر لي أنه وأثناء إقامته في البلد الأوربي.. ونتيجة للضغوط والظروف التي مرت عليه.. كان كثيراً ما يتجاوز في الكلمات والعبارات حد الكفر.. ويتطاول بسب الإله..!! ولكنه ندم على ذلك وتركه منذ أربع سنوات.. ولم يعد له مرة أخرى.

وفي الفترة الأخيرة هداه الله إلى الصلاة.. فأصبح يصلي.. ويحافظ على الصلوات الخمس.. إلا أنه ما زال قلقاً.. متوتراً.. وقد ذكر لي أنه يسمع في نفسه أحياناً أصواتاً ((مسببات الكفر)) التي كان يقولها من قبل.. وعندها يشعر بخوف شديد وتحدثه نفسه بأن الله لن يغفر له.. ولن يسامحه وأنه سيزيد من انتقامه له.. فتعود له هواجسه ويتذكر أنه معلق..ولا مكان له.. فيحزن.... وهكذا ٠٠٠ أفيدوني.. أنني في حيرة.. وحزن على حال أخي..

كيف أتصرف معه..؟! كيف احمله على الالتزام.. والهدوء والثقة بالله.. اشعر أني لا أملك الطريقة المناسبة لإقناعه.. ولا المهارة المطلوبة للتأثير عليه.. وما يحزنني أنني أشعر أنه يحتاج فقط إلى دفعة بسيطة لإيصاله إلى الالتزام وراحة البال.. فهل من شيء تساعدونني فيه؟! وجزاكم الله خيراً..

الجواب

أخي الكريم محمد اشكر لك ثقتك..

بالنسبة لاستشارتك فتعليقي عليها من وجوه:-

أولاً - مشكلتنا يا عزيزي أننا نتعلق بالعباد وننسى رب العباد القادر القوي الذي إذا أراد شيئاً فإنما يقول له كن فيكون فهل يتذكر أخاك هذه الحقيقة؟ هل التجأ إلى الله بصدق ودعاه بإلحاح وتضرع..؟ وحاول أن يتحرى في ذلك مواطن الإجابة كالسجود وأدبار الصلوات وآخر ساعة من يوم الجمعة؟ هل قام في آخر الليل حين ينزل ربنا تعالى إلى السماء الدنيا فينادي (هل من داعٍ فأستجيب له هل من مستغفر فأغفر له) هل جرب ذلك؟ وطرق باب

<<  <  ج: ص:  >  >>