للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[خجل وحساسيه!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخجل

التاريخ ٢٧/٩/١٤٢٢

السؤال

الرجاء الرد على السؤال: إنني أواجه مشكلة الخجل الزائد عن اللزوم وانجرح من أتفه الأسباب، إنني إذا وجّه إليّ سؤال وأنا في وسط الناس فأول شعور يواجهني: تزيد دقات قلبي، ويتصبب عرقي، ويتغير كلامي أرجو منكم توجيهي، وحل مشكلتي، ولكم مني الدعاء وجزيل الشكر.

الجواب

أخي الكريم، أشكر لك ثقتك واسأل الله تعالى لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.. أما استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:

أولاً: لا شك أن الخجل مشكلة كبيرة قد تستبد بصاحبها إلى درجة تشل مواهبه وقدراته، وتجعله عرضة للاضطراب الاجتماعي وربما النفسي، بل وقد تدفعه إلى العزلة عن محيطه بشكل يؤثر على عطائه واندماجه فيه.

ثانياً: يتباين الناس الذين يعانون من الخجل في مدى إحساسهم فيه، ومعاناتهم منه، فالخجل عند هذا غيره عند ذاك، وأسبابه هنا تختلف عن أسبابه هناك.. إلا أن الأسباب تقريباً تنحصر في ثلاثة عوامل تبدأ منها وتتفرع عنها. وهذه العوامل هي:

أ-عوامل تربوية تتعلق بالتنشئة الاجتماعية: كالحماية الزائدة أو القسوة الزائدة، وما يترتب على ذلك من انعدام الثقة في النفس وبالتالي الخجل في مواجهة الآخرين.

ب-عوامل جسمية تتعلق إما بعاهة جسمية بارزة، أو نحول زائد أو سمنة زائدة، أو تشوه معين. كل ذلك قد يدفع بصاحبه إلى نوع من أنواع الخجل.

ج-عوامل نفسية مثل: الحساسية الزائدة، أو سرعة الانفعال أو سعة الحيز الشخصي الخاص الذي لا يسمح لأحد بتجاوزه تحت دعاوى المس بالكرامة، والخوف الكبير من الخطأ. كل ذلك عوامل تسبب للإنسان تفاعلات داخلية عنيفة من أعراضها زيادة الخفقان، وتصبب العرق، واحمرار الوجه، اضطراب الكلام وغير ذلك.

ثالثاً: لو أردنا الغوص أكثر في أعماقنا لمعرفة ما وراء كل ذلك لوجدنا الأسباب ترتبط إلى حد كبير بما يسمى [المبالغة في البحث عن الاستحسان!!] أي اهتمام المرء بما يقال عنه، والأحكام التي يصدرها الآخرون على سلوكه وتصرفه وأعماله وكلامه!!

وهذا الاهتمام بما يقوله الآخرين هو الذي يوجد حاله نفسية هي إلى الخوف أقرب.. فإن من يخشى أن لا يقدر كما يريد، أو كما يتمنى.. فإنه ينتهي حتماً إلى الخجل!!

رابعاً: مشكلة الخجول أنه يتصور أنه محور انتباه العالم، وأن الجميع يراقب حركاته وسكناته، ولذلك تراه غارقاً في تفسير "الأفعال وما وراءها والنظرات ومغزاها" والكلمات ومرادها. وبالتالي هو متوتر من الخارج، ومضطرب من الداخل بصورة مرهقة تدفعه إلى تجنب مثل هذه اللقاءات الاجتماعية حتى لا ينشغل كثيراً بتفاصيلها، وتفسيرها، ومكاسبها وخسائرها..!! وما علم أن تجنبه لها يزيد وطأتها وأن الحل الأمثل لمواجهتها هو عدم تحميلها أكثر مما تحتمل، واليقين بأن الناس لا يشغلهم منه إلا بعض الدقائق التي تكون غالباً من باب المجاملة، ثم يعود كل منهم إلى دائرته الخاصة.. ومشاغله الخاصة!!

<<  <  ج: ص:  >  >>