للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[إني مكتئبة..!! ماذا أفعل؟!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الاكتئاب

التاريخ ٢٧/٥/١٤٢٢

السؤال

أنا فتاة في الثامنة عشر من عمري وغير متزوجة، حالتي المادية متوسطة، مشكلتي أني أعاني من اكتئاب بين فترة وأخرى ولا أدري ما أسباب هذا الاكتئاب، وقد بحثت في جميع الكتب ولم أصل إلى نتيجة مع العلم أني أقرأ القرآن وأحافظ على الصلوات والسنن ولكن أحياناً عندما تأتيني هذه الحالة - الاكتئاب - أحس بضيق عندما أقرأ القرآن وأتكاسل عن أداء السنن وأحياناً أرغم نفسي عليها، وكذلك لا أحب الاختلاط بالناس مع أنني اجتماعية، وإذا تكلمت مع الناس أتلعثم وأفقد الثقة في نفسي مع أنني جريئة عادة، كما أغضب بسرعة مع أنني لست عصبية، وكذلك عندما تصيبني هذه الحالة لا أشعر برغبة في ممارسة هواياتي المفضلة، وأشعر بكراهية لمن أحب، تنتابني رغبة في البكاء دون سبب، وتراودني أفكار وخيالات مخيفة، فمثلاً إذا رأيت موقفاً أو سمعت عن شئ يضايقني أخشى أن يصيبني مثله مستقبلاً، وأحاول أن أطرد هذه الأفكار ولكن لا أستطيع وأظل متضايقة وكأنني متأكدة من أنه سيحدث لي ما أخشاه.

فأرجو أن تفيدوني بحل عملي للمشكلة وبأسرع وقت ممكن وجزاكم الله خير.

الجواب

لقد أجدت التشخيص لحالتك ووصف الأعراض التي تنتابك جراء هذا (الاكتئاب!!) فكل ما ذكرتيه من أعراض الضيق والإحباط.. والرغبة في البكاء..!! وفقدان الثقة في النفس أحياناً وهذه الأفكار والخيالات المخيفة..!! هي بالضبط بعض من أعراض الاكتئاب..!!

فما هو الاكتئاب..؟

الحقيقة أنه لا توجد نظرية واحدة تفسر الاكتئاب بشكل واضح وبسيط.. وانما مجموعة من الأفكار والتعريفات والنظريات.. فالبعض يرجع الأمر إلى تغييرات في الكيمياء" الحيوية" للمخ ويرجع الآخرون الاكتئاب إلى خبرات الطفولة المبكرة..!! وبعض النظريات لا تركز إلا على وضع الإنسان الحالي.. وظروفه المحيطة به..!!

عموماً.. قد تتداخل كل هذه العوامل لتوجد لدى البعض استجابة أكثر من غيره للإصابة بما يسمى (الاكتئاب) حسب ظروفه المختلفة وتركيبته النفسية الخاصة.

ولعل الذي يهمنا أكثر هو.. كيف نتعامل مع الاكتئاب.. ونضع له حداً لا يتجاوزه!!

وسأحاول - أختي الكريمة - أن أضع إجابتي على شكل نقاط: -

أولاً: كوني واثقة أنك ستتخلصين من هذه المشكلة عاجلاً غير آجل.. وأنك أقوى منها.. وأن الأمر لا يتجاوز (حالة هبوط مزاجي) قد تتكرر.. ولكنها سرعان ما تتلاشى.. لتستعيدي صفاءك الذهني والنفسي.. وأنك متيقنة أن كل هذه السحب القاتمة في نفسك.. هي سحابة صيف عابرة.. سرعان ما تنقشع..!! هذا الأمر وهذه القناعة هامة جداً.. لأنها تعيد لك زمام الأمر.. فإذا شعرت بالضيق.. والحزن.. فأخرجيه من أعماق النفس وابسطيه أمامك.. على شكل سحابة صيف.. وراقبيها حتى تزول. ولا تخرجي الأمر من هذه الدائرة بقدر المستطاع.

<<  <  ج: ص:  >  >>