للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أرتعد وأخاف.. وأشعر بكراهية الناس!!]

المجيب أحمد بن علي المقبل

مرشد طلابي بوزارة التربية والتعليم

التصنيف الفهرسة/ الاستشارات/ استشارات نفسية /الخوف والرهاب

التاريخ ١/١٢/١٤٢٢

السؤال

عندي مشكلة وهي أنني ارتعد وأرتجف عندما أؤم بالناس ويظهر ذلك في صوتي، علماً أنني صليت بهم كثيراً في المسجد ولكن دون فائدة. فما سبب ذلك؟ لديّ إحساس بعض الأيام أو دائماً بأن الناس يكرهونني؛ علما أني لا أرى ذلك في أفعالهم ولكن مجرد إحساس. فما الحل؟ جزاكم الله الجنة. إنني احبكم في الله.

الجواب

أخي الكريم، أحبك الله الذي أحببتنا فيه، وجمعنا وإياك في الفردوس الأعلى من الجنة ووالدينا وذرياتنا.. أما استشارتك فتعليقي عليها ما يلي:

أولا: مشكلة الإمامة في الناس، وما يصاحبها أحيانا من مشاعر هي مشكلة الكثيرين بل انك أحسن من كثير منهم.. إذ يمتنع البعض مطلقاً عن تأدية الصلاة بغيره مهما كانت الأسباب..!! ولذلك فإني أعتقد أنك قطعت شوطا مهما فيها بقبولك المبدأ مع بقاء بعض الأعراض التي تظهر عليك كالارتجاف وغيره.

ثانيا: صدقني الشعور يسبق الإحساس؛ فأنت إذا شعرت أنك ستخاف وترتعد فإنك حتماً ستخاف وترتعد.. أما إن شعرت بالثقة، وطردت هاجس الخوف فستشعر بالثقة المطلقة!! وعليه فإني آمل منك التدرب على إيجاد المشاعر الإيجابية التي تمنحك الثقة بالنفس، والتدرب على الإمامة شيئا فشيئاً.. مع يقينك بأن الناس لا يشعرون بما يدور في نفسك، بل إن أغلبهم يغبطك على قدرتك على الإمامة وتقدمك لها. وربما لم يلاحظ تلك الرعدة والارتجاف في صوتك.. والذي يلحظ ذلك قد يظن أن طبيعة صوتك هكذا..!!

ثالثاً: لقد نشر في الموقع الكثير من الإجابات حول هذا الأمر.. تجدها في (خزانة الاستشارات) تحت عناوين مختلفة.. إضافة إلى الملف الرئيس في (منتدى زوايا المشكلة) في نافذة الاستشارات آمل الاطلاع عليها والاستفادة منها قدر الإمكان.

رابعا: أما إحساسك بأن الناس.. (يكرهونك)) فهو إحساس وهمي لا أصل له، والدليل ما تراه من أفعالهم كما تقول!! علماً بأن الأفعال أحيانا ما نفسرها بحسب حالتنا النفسية؛ فلو جاءنا الفعل ممن نتوقع منه مشاعر إيجابية تجاهنا فإننا نفسره تفسيراً إيجابياً.. ولو جاءنا نفس الفعل ممن نتوقع منه مشاعر سلبية فإننا نفسره تفسيراً سلبياً. وأضرب لذلك مثالا: ((الابتسام)) فلو رأينا الأول ينظر إلينا وهو يبتسم ويتكلم مع جليسه.. لفسرنا ذلك إيجابياً بأنه يثني علينا، وأن مشاعره تجاهنا رائعة.. ولو قام من ((نتوقعه)) سلبياً تجاهنا بنفس الفعل ((لظنناه)) يسخر منا ويتكلم عنا بسوء!! . إذ الفعل نفس الفعل.. ولكن مشاعرنا هي التي جعلتنا نفسر تصرف الأول تفسيراً إيجابياً، ونفسر تصرف الثاني تفسيرا سلبيا وعليه فنحن المسؤولون عن مشاعرنا وأحاسيسنا، وبالتالي ما يترتب على ذلك من سعادة أو تعاسة.

<<  <  ج: ص:  >  >>