للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فمثلاً - خوفك من الاختبارات هو خوف من الفشل.. وهذا الخوف إذا كان يدفعك إلى الاستعداد المبكر للاختبارات.. فهذا شيء إيجابي ومطلوب.. أما إذا كان يوصلك إلى درجة القلق والاضطراب.. ومن ثم ضياع المعلومات.. فهذا قد يتجاوز المرغوب إلى غير المرغوب.. والمطلوب هنا إعادته إلى حدوده المعقولة.. فمادمت قد بذلت جهدك بالمذاكرة الجادة والاستعداد الكامل فعلام الخوف إذاً..؟؟ خاصة إذا فهمت الآلية الذهنية للمذاكرة بمراحلها الثلاث (الاستذكار - الاستيعاب - الاسترجاع) فأعط كل مرحلة ما تستحقه من جهد.. وستسرك النتائج بإذن الله.. وكن دائماً متفائلاً بالنجاح.. لما لهذه الصورة الذهنية الإيجابية من نتائج كبيرة ولذلك قيل (تفاءلوا بالخير تجدوه)

ثالثاً: - أما بالنسبة لخوفك من أحد الأقارب الأكبر منك سناً.. فهذا مفهوم ومقدر.. خاصة وأن هذا الخوف بدأ منذ نعومة أظفارك كما تقول.. وأن هذا القريب عصبي المزاج وحاد الطباع.. فالأمر هنا عادي ومفهوم.. ولكن هل أثر ذلك على علاقاتك بالآخرين..؟ وهل أثر على طبيعتك وسلوكك..؟ بشكل مرضي بحيث تجنبت الناس.. وأصبحت وحيداً منطوياً..؟ بالتأكيد لا.. وأنا واثق من ذلك.. لأن تشخيصك لمشكلتك يدل على أنك إنسان ناجح ومتوازن من الناحية الانفعالية.. ولذلك فلا تعطي هذا الأمر اكثر مما يستحق.. ولا تسمح له أن يخرج عن دائرة علاقاتك مع هذا الشخص أو أن يؤثر عليك سلباً في حياتك.. بل افترضه أمراً طبيعياً يدخل من ضمن ظروف القدر التي كتب عليك أن تتعامل معها حتى وإن كنت غير راضٍ بها أو مقتنعاً!! وهي فعلاً أمر عادي.. كثيراً ما يحدث.. أما الأقوياء - وأظنك منهم - فلا يخرجونها عن الدائرة السابقة.. وأما الضعفاء.. فتؤثر عليهم في حياتهم.. وتصبح أمام أعينهم جبلاً لا يرون إلا هي فتكتم أنفاسهم.. وتتداعى السلبيات تبعاً لذلك.. ولذلك أقترح عليك ما يلي:-

١. تعامل مع هذا الخوف تجاه هذا الإنسان على أنه شيء طبيعي - وهو فعلاً طبيعي - ولا تكثر من التهيؤات والخيالات فيما قد يحدث بينكما من مشاكل بل حاول ألا تنشغل كثيراً فيه.. وأغلق ملفه بمجرد أن يغيب عن ناظريك.. وافتح ملفات الأشخاص الآخرين.. وكذا الاهتمامات الخاصة بك والهوايات.. وهكذا.. وبعبارة أخرى.. إن كان تواجده معك يؤثر عليك.. فلا تسمح له أيضاً أن يؤثر عليك حتى بغيابه.. وشيئاً فشيئاً ستجدك قد اعتدت حتى على التعامل بهذه الآلية.. واسترحت كثيراً.

٢. إن كان قريبك هذا عاقلاً ومتعلماً.. فحاول أن تقترب منه.. وتزيل هذا الحاجز بالمعاشرة والمعروف والعتب الهادئ.. وقد تجد ما يسرك منه.. أما إن كان ذا شخصية منغلقة.. ويصعب التعامل معها.. فاحصر تعاملك معه على الأشياء الرسمية ولا تحتك به بشكل مستمر.. وواصل علاقاتك الاجتماعية بشكل عادي.. بل حاول تطويرها بكل ما تستطيع ولن يضيرك هذا القريب وما تجده في نفسك حياله..!! أبداً.. لأنه أمر يتكرر كثيراً وسينتهي لصالحك بإذن الله.

<<  <  ج: ص:  >  >>