للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[الطالبة الشريرة:]

في اتصال هاتفي حدثتني مراقبة في إحدى الكليات عن قصة عجيبة غريبة أما التعجب فلصغر سن صاحبة القصة وأما الغرابة فلشناعة العمل مع حداثة سنها. قالت المراقبة: أنها ضبطت طالبةً غي م٢ من قسم الحاسب تحمل جهازا نقالاً مزود بخدمة الكاميرا من آخر موديل لهذه السنة , تقول: أنها وباستعراضها لجهاز الطالبة شاهدت ملفات أفلام وصور لأول مرة تراها في حياتها وهنا اكبت الطالبة باكية نادمة على ما فعلت واقترفت يداها ورفعت بأعلى صوتها: لا.. لا.. لا تفضحني وسأمسح كل ما في الجوال هنا سألت المراقبة: ما الذي حملك على هذا؟ تريدين الستر لوحدك في ظل فضح الآخرين من الطالبات.

تقول هذه الأخت المراقبة: أنها شاهدت أكثر من ٣٥٠ ملفاً بسعة ذاكرة ٢٥٦ كان حصيلة ٤ أشهر من التصوير والتوثيق لصديقاتها ومعلماتها في الكلية بل ثمة ملفات خاصة جدا لمناسباتٍ عائلية تبين فيما بعد أنها لأقاربها وجيرانها. ومما زاد الأمر سوء احتفاظها بملفاتٍ إباحية لرجال مع نساء في وضع خلقي مشين تقوم الطالبة باصطياد صديقاتها بها وهم يطلبونها وكأنها المصدر لهذه الأفلام المثيرة , بل قامت هذه الطالبة الشريرة بتصوير الفتيات في حفلة باستراحة وهنَّ في وضع لا يحسدن عليه.

تقول المراقبة: أن أعظم ما أثر فيها هو قيام هذه الطالبة بإرسال ملفات البلوتوث الخاصة بصديقاتها في الأسواق والمنتزهات دون حياء ولا خوف , لقد تمكن الشر منها حتى أنها عمدت إلى تصوير نفسها كما تقول لترسل ذلك عبر خدمة الوسائط إلى شباب آثرت أن تعيش معه الإثارة والبعد من الحلال بالحرام؟

لقد ندمت هذه الفتاة لكن بعد ماذا؟

لقد بكت وحزنت وأصابها من الهم والغم والأسف والأسى لكن مقابل إي شيء؟

من الذي يعيد تلك الملفات إلى أصحابها على أقل تقدير؟

من يضمن عدم نشرها وانتشارها عبر منتديات الفضيحة والجديد في عالم البلوتوث؟

بل من المسئول عن ضياع هذه الطالبة وقيامها بتكشف عورات العفيفات الصالحات أو الغافلات المؤمنات؟

أنا لست بصدد ذكر قصص مثيرة مؤسفة من واقعنا المعاصر بقدر ما هو ذكرى وتذكير لعظم شناعة عمل الطالبة وما تحمل بين جنبيها من نفس شريرة.

<<  <   >  >>