للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[الفصل الثالث: تعلقه بالمخلوقين]

[المبحث الأول: حكم إطلاقه على المخلوقين]

جاءت نصوص دالة على جواز إطلاق السيد على المخلوقين، وجاءت أحاديث فهم منها بعض العلماء النهي عن ذلك.

وقد تعددت أقوال العلماء في كيفية الجمع بينها، وسأذكر هنا ـ أولا ـ أدلة الجواز، فأدلة المنع، ثم أقوال العلماء في الجمع بينها، والراجح في نظري:

أولا: أدلة الجواز:

١ - قوله ـ تعالى ـ: {وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَاب?} (١).

٢ - قوله ـ تعالى ـ: {وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} (٢).

فقد احتج الإمام مالك ـ رحمه الله تعالى ـ على الجواز بهاتين الآيتين (٣).

وقال الجصاص ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وقوله تعالى: {وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِنَ الصَّالِحِينَ} يدل على أن غير الله ـ تعالى ـ يجوز أن يسمى بهذا الاسم؛ لأن الله ـ تعالى ـ سمى يحيى سيدا)) (٤).

٣ - قوله ـ ? ـ: ((أنا سيد ولد آدم)) (٥).


(١) يوسف، آية (٢٥).
(٢) آل عمران، آية (٣٩).
(٣) انظر: عمدة القاري (١١/ ٨ - ٩).
(٤) أحكام القرآن للجصاص (٢/ ٢٩٢).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه (٣/ ١٢١٥) رقم (٣١٦٢)، و (٤/ ١٧٤٥) رقم (٤٤٣٥)، ومسلم في صحيحه (١/ ١٨٤).

<<  <   >  >>