للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المطلب الرابع:

في بيان تحريم إطلاق لفظ (سيد ولد آدم) أو (سيد الناس)

أو (سيد الكل) ونحوها على أحد غير النبي ـ صلى الله عليه وسلم.

إن مما اختص الله ـ تعالى ـ به نبيه محمدا ـ ? ـ وفضله به على سائر الناس: كونه سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة (١)، فهذه الميزة لا يشركه فيها أحد، وعليه، فلا يجوز منازعته ـ ? ـ في الخصيصة، وذلك بوصف أحد بها.

قال ابن القيم (ت ٧٥١) ـ رحمه الله تعالى ـ: ((وكذلك تحريم التسمية بسيد الناس، وسيد الكل، كما يحرم سيد ولد آدم، فإن هذا ليس لأحد إلا لرسول الله ـ ? ـ وحده، فهو سيد ولد آدم، فلا يحل لأحد أن يطلق على غيره ذلك)) (٢).

وقد ذكر الحافظ السيوطي (ت ٩١١) ـ رحمه الله تعالى ـ أن (السيد) من أسماء النبي ـ ? ـ وبين معناه، فقال: ((وهو الرئيس الذي يتبع وينتهى إلى قوله، وقيل: السيد في الدين، وقيل: الحسن الخلق، وقيل: الذي يطيع ربه، وقيل: الفقيه العالم، وقيل: الذي ساد في العلم والعبادة والورع، وقيل: الحليم، وقيل: التقي، وقيل: الذي لا يغضب، وقيل: الكريم على الله، وقيل: الكبير، وقيل: الذي لا يحسد، وقيل: المطاع، وقيل: الذي يفوق أقرانه في كل شيء من الخير، وقيل: القانع بما قسم له، وقيل: الراضي بقضاء الله، وقيل: المتوكل على الله، وقيل: الذي عظمت همته أن يحدث نفسه بدار الدنيا)) ثم قال: ((ونبينا ـ


(١) انظر: المواهب اللدنية للقسطلاني (٤/ ٦١٧)، مرشد المحتار إلى خصائص النبي المختار لابن طولون (ص٣٩٤).
(٢) تحفة المودود بأحكام المولود (ص١١٥).

<<  <   >  >>