للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

في أقوال الصّحابة والتّابعين والأئمّة المجتهدين في هذه المسائل

التي أنكرها هؤلاء المعاندون والنّفاة المعطّلون

وأنّهم لم يكونوا يذهبون في ذلك إلَّا إلى شيء من التّأويلات الباردة والآراء الكاسدة الفاسدة

ذكر ما حفظ عن أبي بكر الصّديق ـ رضي الله عنه ـ

روى ابن أبي شيبة والبخاريّ في «التّاريخ» ، عن عبد الله بن عمر أنّه قال: لما قُبض رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ: «أيّها النّاس؛ إن كان محمّدًا إلهكم الذي تعبدونه؛ فإنّ إلهكم قد مات، وإن كان إلهكم الله الذي في السّماء؛ فإنّ إلهكم لم يمت» ، ثم تلا: {وما محمّد إلَّا رسول قد خلت من قبله الرّسل} ، حتى أتمّ الآية. انتهى.

قلتُ: هذا إجماع من الصّحابة على أنّهم كانوا مجمعين على أنّ الله في السّماء؛ لأنّ أبا بكر خطب يومئذ بحضرة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فلو كان أحد منهم يعلم خلافًا في ذلك؛ لبادر بالإنكار على أبي بكر، وهو من أشدّ النّاس تحريًا للحقّ والصّواب، سيّما في أمر العقائد، وقد حفظ عن الصّحابة أشياء كثيرة من هذا النّوع؛ ذكرها الحافظ ابن القيّم في كتاب «الجيوش الإسلاميّة» ؛ فليُرجع إليه.

<<  <   >  >>