للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فصل

وقد ذّمّ تأويل نصوص الصّفات كثير من العلماء قديمًا وحديثًا؛ فممّا وقفتُ عليه من ذلك جزء للإمام الموفّق ابن قدامة، ورأيتُ أن أنقل منه جملة تتميمًا للفائدة. والله الهادي.

قال ـ رحمه الله تعالى ـ بعد الخطبة: «أمّا بعد؛ فإنّي أحببتُ أن أذكر مذهب السّلف من الصّحابة ومَن اتّبعهم بإحسان ـ رحمة [الله عليهم ـ في أسماء الله ـ تعالى ـ وصفاته؛ ليسلك سبيلهم مَن أحبّ الاقتداء بهم، والكون معهم] في الدّار الآخرة؛ إذ كان كلّ تابع في الدُّنيا مع متبوعه في الآخرة، وسالك حيث سلك موعودًا ما وعد به متبوعه من خير أو شرّ؛ دلّ على هذا قوله ـ تعالى ـ: {والسّابقون الأوّلون من المهاجرين والأنصار والذين اتّبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه} ، وقوله ـ سبحانه ـ: {والذين آمنوا واتّبعتهم ذريّتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريّتهم} ، وقال حاكيًا عن إبراهيم ـ عليه السّلام ـ: {فمَن تبعني فإنّه منّي} ، وقال في ضدّ ذلك: {ومَن يشاقق الرّسول من بعد ما تبيّن له الهدى ويتّبع غير سبيل المؤمنين نولّه ما تولّى ونصله جهنّم وساءت مصيرًا} ، وقوله ـ تعالى ـ: {يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومَن يتولّهم منكم فإنّه منهم} ، وقال: {فاتّبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد * يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النّار} ؛ فجعلهم أتباعًا له في الآخرة إلى النّار حين اتّبعوه في الدُّنيا، وجاء في الخبر: إنّ الله يمثل لكلّ قوم ما كانوا يعبدون في الدُّنيا» .

انتهى ما أردتُ جمعه في الرّد على السّبكيّ، وآخر دعوانا ـ بتوفيق ربّنا ـ أن الحمد لله

<<  <   >  >>