للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

النطفة، وأشباه ذلك، لأن اللغة إذا وردت في القرآن في موضع

فقد - تكاملت الفصاحة فيها، فسواء كانت في موضع أو في

مواضع لا يزيد للمكرر على الموحد في الفصاحة شيئًا، إنما يُغلَّب

الكثرة على القلة، فيختار فيما لم ينزل بها القرآن - وهي متداولة في

الشعر والخطب - من كلام البشر.

فإذا نزل بها القرآن، ذهب موضع اختيار بعضه على بعض، إلا أن

يكون حرف يختلف القراء في نزوله، كيف نزل، فتقول طائفة: نزل كذا. وطائفة: كذا.

فيختار حينئذٍ ما تشهد له الكثرة، والأشهر - من كلام العرب - دون

الآخر.

وقد يجوز أن يكون هذا المعنى حجة لبيت امرئ القيس، حيث

أعمل الفعل الأول في قوله:

فلو أن ما أسعى لأدنى معيشة

كفاني ولم أطلب قليل من المال.

<<  <  ج: ص:  >  >>