للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ (٣٠)

مما قلنا إنه لا يجوز استعمال ظاهره بتة، لأن الله - جل جلاله، لا محالة - أعلم من جهنم بما يقول لها، قد قال كما ترى، فكيف يجوز أن يحمل:

(سَيَقُولُ الَّذِينَ أَشْرَكُوا لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَكْنَا) ، وما أشبهه.

فيرد به عامة القرآن، وممكن فيه على ما خرّجناه أن يكون تبعًا لما

خالفه، ولا يمكن أن يجعل ما خالفه تبعًا له، لما دللنا عليه من إحالة

جعل مشيئته تبعًا لمشيئة خلقه، وظهور الكفر فيه، وغير

محال أن تجعل مشيئتهم تبعًا لمشيئته، والقرآن نازل بلغة العرب.

ومعروف في كلامها أن يعد الملك بعض أهل مملكته وعدًا، فإذا

أنجزه، قال - له -: هل وفيت لك بما وعدتك، وهو يعلم أنه قد

وفى له، فلا يستفهمه لجهله بصنيعه به.

وبلية القوم من إضاعة النصيحة، وإهمال التقوى، واتباع ما تشابه

من كتاب الله، وبذلك وصفهم - جل وتعالى - فقال: (فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ) الآية.

فلما كان من حكمه - جل جلاله - أن يملأ جهنم من الجنة والناس

<<  <  ج: ص:  >  >>