للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فالتنطع في أشياء هذا أحدها، وهو من كبارها.

وقوله: وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ (٢٧) عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ (٢٨)

روي أنها تمزج لأصحاب اليمين، ويشربها المقربون صرفًا.

* * *

قوله: (إِنَّ الَّذِينَ أَجْرَمُوا كَانُوا مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا يَضْحَكُونَ (٢٩)

دليل على أن المجرم - في أكثر القرآن - الكافر، وقد حققه في قوله:

(فَالْيَوْمَ الَّذِينَ آمَنُوا مِنَ الْكُفَّارِ يَضْحَكُونَ (٣٤) .

وفيه عظة شديدة لمن يتضحك من المؤمنين، وممن يتخذونه ضحكة إذ

هو شيء من أخلاق الكفار، فإذا تشبه بهم أهل الإيمان خيف عليهم أن يكونوا مثلهم لما روي عن رسول الله، صلى الله عليه وسلم، قال: " من تشبه بقوم فهو منهم ".

وإنما يضحكون في الآخرة والله أعلم، لأنه جزاء لهم وعقوبة لما

كان منهم إليهم في الدنيا فيصيبهم من مضضه ما كان يصيب المؤمنين

في الدنيا، فصار كالاقتصاص.

فعلى المضحوك أن يتقي الله، ولا يضع نفسه هذا الموضع، وعلى

<<  <  ج: ص:  >  >>