للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أحدهما: أن يكون المعنى: جزاؤه استرقاق من وجد في رحله، فهذا الجزاء جزاؤه، كما تقول: جزاء السارق القطع.

والثاني: أن يكون المعنى: جزاؤه من وجد في رحله فالسارق جزاؤه، فيكون مبتدأ ثانياً والفاء جواب الجزاء والجملة خبر {مَنْ} .

ويجوز في {مَنْ} وجهان:

أحدهما: أن يكون خبراً بمعنى (الذي) ، كأنه قال: جزاؤه الذي وجد في رحله مسترقاً، وينصب (مسترقاً) على الحال.

والثاني: أن يكون شرطاً، كأنه قال: جزاء السرق إن وجد في رحل رجلٍ منا فالموجود في رحله جزاؤه استرقاقاً.

* * *

قوله تعالى: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} [يوسف: ٧٧] .

يسأل عن قوله تعالى: {فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ} كيف نسبوا السرق إلى يوسف - عليه السلام -؟

والجواب: أن سعيد بن جبير وقتادة وابن جريح قالوا: سرق يوسف صنما كان لجده أبي أمه، فكسره وألقاه على الطريق.

وقيل: أنه كان يسرق من طعام المائدة ويعطيه للمساكين.

وقال ابن إسحاق: إن جدته خبأت في ثيابه (مِنْطٌَقَة) إسحاق لتملكه بالسرقة؛ محبة لمقامه عندها.

ويسأل عن (الهاء) في قوله: {فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ} ؟

والجواب: أنه أسر قوله: {أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَانًا} ، أي: ممن قلتم له هذا، وهو قول ابن عباس والحسن وقتادة. وأنَّث، لأنه أراد الكلمة.

<<  <   >  >>