للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقيل أمره: القيامة، فعلى هذا الوجه يكون (أتى) بمعنى (يأتي) . وجاز وقوع الماضي هاهنا لصدق المخبر بما أخبر، فصار بمنزلة ما قد مضى. وقد شرحناه فيما تقدم.

* * *

قوله تعالى: {فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِنْ فَوْقِهِمْ} [النحل: ٢٦] .

يقال: لم قال: {مِنْ فَوْقِهِمْ} ، وقد علم أن السقف يخر من فوقهم؟

وعنه جوابان:

أحدهما: أنه للتوكيد، كما تقول لمن تخاطبه: قلت أنت كذا وكذا.

والثاني: أنه جاء كذلك ليدل أنهم كانوا تحته؛ لأنه يجوز أن يقول الرجل:

خر عليَّ السقف وتهدم على المنزل: ولم يكن تحتها.

وقال ابن عباس وعبد الرحمن بن زيد: نزل هذا في نمرود. وقيل: في بختنصر.

* * *

قوله تعالى: {نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ مِنْ بَيْنِ فَرْثٍ وَدَمٍ لَبَنًا خَالِصًا} [النحل: ٦٦] .

يقال: سقيته إذا ناولته ليشرب، وأسقيه إذا جعلت له ماء ليشربه دائماً، من نهر أو غيره، يقال: سقى وأسقى بمعنى، قال لبيد.

سقى قومي بني مجد وأسقى نميراً والقبائل من هلال

ووما يسأل عنه أن يقال: على ما يعود الضمير في {بُطُونِهِ} ؟.

والجواب: أ، العلماء اختلفوا في ذلك.

فذهب بعضهم: إلن أن {الْأَنْعَامِ} جمع، والجمع يذكر ويؤنث، فجاء هاهنا على لغة من يذكر، وجاء في سورة (المؤمنين) على لغة من يؤنث.

<<  <   >  >>