للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال الزجاج: أنفذت إليه لبنة من الذهب مع امرأة في حريرة، فأمر سليمان أن يطرح لبن من ذهب ولبن من فضة تحت أرجل الدواب، ليريها هوان ما بعثت به.

قال الفراء: ذكروا أن رسولها مع الهدية كانت امرأة واحدة.

قال علي بن عيسى: قيل أرسلت إليه بوصائف وغلمان على زي واحد، وقالت: إن ميز بينهما ورد الهدية، وأبي إلا المتابعة على دينه فهو نبي، وإن قبل الهدية فإنما هو من الملوك، وعندنا ما نرضيه به، وهو قول ابن عباس.

قال الفراء: {فَلَمَّا جَاءَ سُلَيْمَانَ} [النمل: ٣٦] إنما يريد: فلما جاء الرسول سليمان، قال: وهي في قراءة عبد الله "فلما جاءوا سليمن" على الجمع، ولم يقل جاؤوا، وصلح (جاء) لأن المرسل كان واحداً يدل على ذلك قول سليمان: {ارْجِعْ إِلَيْهِمْ} [النمل: ٣٧] ، فعلى هذا القول يكون الضمير في (جاء) عائداً إلى الرسول.

قال غير الفراء: الضمير يعود على المال، أي: فلما جاء المال سليمان؛ لأن قوله: {أَتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ} [النمل: ٣٦] يدل على ذلك.

وقيل: يعود على المرسل؛ لأن قولها: {وَإِنِّي مُرْسِلَةٌ} [النمل: ٣٥] يدل عليه.

وقيل: يعود على المهدى؛ لأن المهدى والهدية سواء.

وقيل في قوله: {فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ} [النمل: ٣٥] ، إنه جمع في موضع الواحد، وقد تقدم شرح هذا فيما مضى من الكتاب.

* * *

قوله تعالى: {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ الْأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لَا يُوقِنُونَ} [النمل: ٨٢] .

قال ابن عمر: إذا لم يأمر الناس بمعروف ولم ينهوا عن منكر خرجت الدابة.

وجاء في خبر مرفوع أنها تخرج من شعب بني مخزوم.

<<  <   >  >>