للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الجدد: جمع (جدة) وهي الطريقة، وجدد: طرائق، قال الشاعر:

كأن سراته وجدة ظهره كنائن يجري بينهن دليص

يعني بالجدة: الخطة السوداء التي في متن الحمار، والدليص: البراق.

والغرابيب: حجارة سود واحدها (غريب) ، وقال (سود) والغرابيب لا تكون إلا سوداً للتوكيد، كما تقول: رأيت زيداً زيداً، إذا أردت التوكيد, وقيل: هو على التقديم والتأخير، كأنه قال: وجدد سود غرابيب؛ لأنه يقال: أسود غربيب, وأسود حالك، وأسود حلكوك, وأسود حانك بمعنى واحد.

وقوله: {فَأَخْرَجْنَا بِهِ} أضاف الفعل إلى نفسه، وكان الأول بلفظ الغائب، لقوله: {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ} ؛ لأن الضمير هو المظهر في المعنى فقام أحدهما مقام الآخر.

ونصب {مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا} على الحال، وهي حال مقدرة؛ لأن الثمرة أول ما تخرج لا تختلف ألوانها، وإنما تختلف عند البلاغ، والحال على أربعة أوجه:

هذا أحدها، وهو الحال المقدرة.

والثاني: حال مؤكد، نحو قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا} [الأنعام: ١٥٣] ، فهذه حال مؤكدة؛ لأن صراط الله لا يكون إلا مستقيماً، ومثله: {وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا} [البقرة: ٩١] لأن الحق لا يكون إلا مصدقاً.

والثالث: حال منقلبة، نحو قولك: قام زيد ضاحكاً؛ لأنه يجوز أن يقوم عابساً، ففرقت بين المعنيين.

والرابع: حال منفية، نحو قولك: ما لزيد غير ملتفت ولا مقبل علينا.

<<  <   >  >>