للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعضهم: هو على التمثيل، وأنشد:

امتلأ الحوض وقال قطن

مهلاً رويداً قد ملأت بطني

وكذا قول عنترة:

وشكا إلي بعبرة وتحمحم

والأول هو المذهب؛ لأنه لا يمتنع أن يخلق الله لها آلة فتتكلم؛ لأن من أنطق الأيدي والأرجل والجلود قادر على أن ينطق جهنم، وكذا قوله: {قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ} [فصلت: ١١] ، هو قول وليس على طريق التمثيل.

وقيل في هذا الجمع إنه إنما أتى كذلك؛ لأنه لما أخبر عنها بفعل من يعقل جمعها جمع من يعقل فهذا يؤكده ما قلناه.

وقال الكسائي: المعنى أتينا نحن ومن فينا طائعين. وفيها من يعقل فغلب على ما لا يعقل، وكل حسن جميل.

{ومن سورة الذاريات}

* * *

قوله تعالى: {كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ (١٧) وَبِالْأَسْحَارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الذاريات: ١٧-١٨] .

يسأل عن نصب {قَلِيلًا} ؟ وفيه وجهان:

أحدهما: أنه نعت لمصدر محذوف تقديره؛ هجوعاً قليلاً من الليل ما يهجعون، فعلى هذا الوجه تكون {مَا} زائدة، و {يَهْجَعُونَ} خبر {كَانُوا} ، والتقدير: كانوا يهجعون هجوعاً قليلاً.

<<  <   >  >>