للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للكبر أم لدم الاستحاضة، فالعدة ثلاثة شهور، وهو قول الزهري وعكرمة وقتادة، وقيل: إن ارتبتم فلم تدروا الحكم في ذلك فعدتهن ثلاثة أشهر.

ويشأل عن خير قوله: {وَاللَّائِي لَمْ يَحِضْنَ} ؟

والجواب: أنه محذوف وهو جملة تقديرها: واللائي لم يحضن عدتهن ثلاثة أشهر، ودل عليه ما قبله.

و {وَأُولَاتُ الْأَحْمَالِ} مقطوع مما قبله؛ لأن أجلهن مؤقت، وهو موضع حملهنا.

* * *

قوله تعالى: {قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَيْكُمْ ذِكْرًا (١٠) رَسُولًا يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِ اللَّهِ مُبَيِّنَاتٍ} [الطلاق: ١٠-١١] .

يسأل عن نصب {رَسُولًا} ؟. وفيه ثلاثة أجوبة:

أحدهما: أن يكون بدلاً من {ذِكْرًا} من وجهين:

أحدها: أن يكون القرآن، فيكون {رَسُولًا} المعنى يشتمل عليه، ويكون الذكر هو الرسول، فكأنه في التقدير: قد أنزل الله إليكم ذكراً ذا رسول.

والوجه الثاني: أن يكون الذكر الشرف، فيكون الرسول هو الذكر في المعنى، كما قال تعالى: {وَإِنَّهُ لَذِكْرٌ لَكَ وَلِقَوْمِكَ} [الزخرف: ٤٤] .

والثاني: أن يكون منصوباً بـ: (جعل) ؛ لأن {أَنْزَلَ} يدل عليه لما قال أنزل ذكراً، دل على أنه جعل رسولاً، ومثله قول الشاعر:

بادت وغير أيهن مع البلى إلا رواكدا حمرهن هباء

ومشجج أما سواء قذاله فبذا وغير ساره المعزاء

<<  <   >  >>