للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد قيل: إن المعنى: يغفر لكم من ذنوبكم بحسب ما يكون من الإقلاع عنها، فهذا على احتمال بعض إن لم يقلعوا عن بعض.

وأجاز الأخفش أن تزاد {مِنْ} في الواجب، فالتقدير على هذا: يغفر لكم ذنوبكم.

* * *

قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} [نوح: ١٣]

قال ابن عباس ومجاهد والضحاك المعنى: مالكم لا ترجون لله عظمة، وقيل معنى ترجون: تخافون، قال أبو ذؤيب:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عوامل

أي: لم يخف، والنوب: النحل.

و (اللام) على هذا متعلقة بما دل عليه الكلام، والتقدير: مالكم لا ترجون عظمة الله.

* * *

قوله تعالى: {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} [نوح: ٢٢] .

الكبار والكبار والكبير بمعنى واحد، إلا أن بينها تفاوتاً في المبالغة، فالكبار أشدها مبالغة، والكبار دون ذلك، ويروى أن أعرابيا سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقرأ {وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} فقال: ما أفصح ربك يا محمد، وهذا من جفاء الأعراب؛ لأن الله تعالى لا يوصف بالفصاحة.

{ومن سورة الجن}

* * *

قوله تعالى: {وَأَنَّهُ تَعَالَى جَدُّ رَبِّنَا مَا اتَّخَذَ صَاحِبَةً وَلَا وَلَدًا} [الجن: ٣] .

الجد هاهنا: العظمة؛ لانقطاع كل عظمة عنها، لعلوها عليها، ومن هذا قيل لأب الأب (جد) لانقطاعه، لعلو أبوته، وكل من فوقه لهذا الولد (أجداد) .

<<  <   >  >>