للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما خانك. قال: فالنبل؟ قال: منايا تخطئ وتصيب. قال: فالدرع قال مشغلة للفارس متعبة للراجل، وإنّها لحصن حصين. قال فالترس؟ قال: مجن وعليه تدور الدوائر. قال:

فالسيف؟ قال: عنده ثكلتك أمك. قال عمر: بل أنت.

[الاستنكاف من المحاربة بالحجر والرخصة فيه]

قال أبو النجم:

إنّي وجدّك لا يكون سلاحنا ... حجر الأكام ولا عصا الطرفاء «١»

أوصى بعض الأعراب ابنه وقد أرسله إلى محاربة بعض أقرانه فقال: يا بني كن بذّا لأصحابك على ما فاتك وإياك والسيف فإنّ ظله الموت، وألق الرمح فإنه رسول المنية ولا تقرب السهام فإنها رسل لا تؤامر مرسلها قال: فيم أقال؟ قال: بما قال الشاعر:

جلاميد أملاء الأكفّ كأنّها ... رؤوس رجال حلقت في المواسم

قال الحنفي:

فوادخ بذا الصخر الأصم رؤوسهم ... إذا القلع الهنديّ عنها تثلّما «٢»

[أصوات الأسلحة]

يقال للطعن الشفشفة وللضرب هيعقة وللقسي أزملة وغمغمة.

قال الحارث بن حلّزة:

وحسبت وقع سيوفنا برؤوسهم ... وقع السّحاب على الطّراف المشرج «٣»

وقال هلال:

تصيح الرّدينيّات فينا وفيهم ... صياح بنات الماء أصبحن جوّعا «٤»

وقال آخر:

تنقّ عواليهم نقيق الضّفادع

إيجاب المحاربة على المتسلّح وتبكيته لتقصيره فيها

قال ابن مرداس:

فعلام إن لم أشف نفسا حرّة ... يا صاحبي أحيد حمل سلاحي

وقال جرير:

تصف السيوف وغيركم يعصى بها ... يا ابن القيون وذاك فعل الصيقل «٥»

<<  <  ج: ص:  >  >>