للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال المتنبّي:

وعجاجة ترك الحديد سوادها ... زنجا تبسّم أو قذالا شائبا «١»

[الغبار]

قال الحجّاج: اتّقوا الغبار فإنه سريع الدخول بطيء الخروج، وقال:

غفار كما فارت دواخن غرقد

وقال أوس:

فانقضّ كالدرّى يتبعه ... نقع يثور تخاله طنبا «٢»

يخفى وآونة يلوح كما ... رفع المنير بكفّه لهبا

[الحروب المشهورة]

الحروب ثلاثة لم يكن للعرب أعظم منهن: حرب بعاث بين الأوس والخزرج وكانت متصلة إلى أن بعث الله تعالى النبي صلّى الله عليه وسلّم فلما أسلموا اصطلحوا. وحرب بني وائل بكر وتغلب في مقتل كليب اتصلت أربعين سنة، وحرب ابني بغيض عبس وذبيان في مجرى داحس والغبراء بقيت أربعين سنة لم تحمل فيها الحمالات فبعث الله تعالى النبي صلّى الله عليه وسلّم وبقي من دمائهم شيء على الحارث بن عوف فاهتدي للإسلام.

وأيام العرب ثلاثة في الجاهلية لم يكن أعظم منهن: يوم جبلة ويوم كلاب الأخير ويوم ذي قار.

وقال سفيان بن عيينة: السيوف أربعة: سيف لمشركي العرب وهو قوله تعالى:

وَقاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً

«٣» ، وسيف لأهل الردّة على يد أبي بكر رضي الله عنه «وهو تقاتلونهم أو يسلمون» وسيف لأهل الكتاب على يد عمر رضي الله عنه قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الآخر. وسيف لأهل القبلة والصلاة على يد عليّ رضي الله عنه وهو «وأن طائفتين من المؤمنين اقتتلوا» ولولاه ما عرفنا قتال أهل القبلة.

[العصا]

تسمى المنسأة «٤» : قال الله تعالى: فَلَمَّا قَضَيْنا عَلَيْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلى مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْكُلُ مِنْسَأَتَهُ

«٥» وعصا موسى حالها ظاهرة. وقيل ألقى فلان عصاه إذا نزل، وشقّ العصا إذا خرج عن الطاعة، وعبيد العصا أي ينقادون بالعصا وسمى الصغير الرأس رأس العصا

<<  <  ج: ص:  >  >>